مقال

امرأة جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية

جريدة الأضواء المصرية

امرأة جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي انشأ خلقه وبرا وقسّم أحوال عباده غنا وفقرا وأنزل الماء وشقّ أسباب الثرى، أحمده سبحانه فهو الذي أجرى على الطائعين اجره وأسبل على العاقلين سترا، هو سبحانه الذي يعلم ما فوق السماء وما تحت الثرى ولا يغيب عن علمه دبيب النمل في الليل أذا سرى، سّبحت له السموات وأملاكها وسبحت له النجوم وأفلاكها، وسبحت له الانهار وأسماكها، وسبحت له الآرض وسكانها، وسبحت له البحار وحيتانها، وإن من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، فأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفأ ولا مثل ولا نظير، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، وأرسله رحمه للعالمين، وحجه على الناس أجمعين فصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الآبرار. 

وصلوت الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من صالح أمته، وأن يحشرنا يوم القيامه في زمرته ثم أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، ولقد كان وجود أم المؤمنين السيدة أم سلمة، وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها سنة ثماني وخمسين من الهجرة، تربعت السيدة أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية، والفتن وغيرها. 

وكما كانت السيدة زينب رضي الله عنها من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم، ورويت عنها، وقد روت رضي الله عنها أحد عشر حديثا، وإتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين منها، ولقد روى عنها العديد من الصحابة، منهم ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومذكور مولاها، وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن ” زينب بنت أبي سلمة وأمها أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة رضي الله عنها، وأيضا كلثوم بنت المصطلق، ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها رضي الله عنها ” عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، أنها أخبرتها دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت والله مالي بالطيب من حاجة. 

غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر ” لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم تحد على الميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا” فهذه رملة بنت أبي سفيان السيدة أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على الألفي حديث، حيث روت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنها بعض الصحابة والمحدثين ومما روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من صلى اثنتى عشرة ركعة في يومه وليلته بُني له بيت في الجنة” قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم” روا

ه مسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى