تحرير العراق من أيران، فرصة هندستها أمريكا وأخذ بأسبابها الخط الوطني العراقي..!!
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
بحساب المراهنة على مشروع تحرير العراق من إيران، تطمح جماعات الخطوط الوطنية العراقية، بأعتبارهم جزء من الجسم الإجتماعي العام للشعب، والتي تظم عناصر سياسية ودينية وإجتماعية مختلفة، بجزئياتهم التي أنتجها ووضفها العقل الغربي، والتي تمثل المنطلق الاول للتغيير والتحول السياسي والإجتماعي في العراق، والذين تطوروا كثيراً في الآونة الأخيرة، بعلاقاتهم الجدلية مع النظام السياسي الحالي، على الالتزام الكامل للفوز بالمشروع، لتأسيس نظام سياسي جديد يتجاوز النظام السياسي الحالي بالأسس والشكل والتكوين، ويسمح لهم بالتأقلم مع المحيط العربي والإقليمي، ومتعاونين جداً مع أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط، ويسمحون لها بتطبيق فضائلها العسكرية وفوائدها السياسية وخططها الاستراتيجية في المنطقة، ويسهلون لها الأتصال المباشر بالجمهور بيسر وسهولة، ومرتبطين إلى حد كبير بالرؤية الأمريكية الجديدة تجاه العراق، ويلوحون بأنهم قادرين على إنهاء النفوذ الإيراني وتأثيراته على الحشد الشعبي وفصائل المقاومة في البلاد.
▪️ الجماعات الوطنية والمشروع المشترك.
هم كيانات سياسية وشخصيات أجتماعية وأحزاب وتكتلات شبة مغلقة، ومن الصعوبة على غيرهم الولوج بينهم، الا اذا كان منهم، ويمارس نفس النشاطات التي تمارسها الجماعة، ومتأثرين بمرجعياتهم السياسية السابقة «أحزاب وشخصيات» والدينية الحالية، ويربطهم مشروع سياسي أجتمعوا عليه، ودائماً ما يلجأؤن الى القوى الخارجية، لتشغيل قواهم المشاكسة للحكومات العراقية، وأستغلال بعض الأحوال الاجتماعية والسياسية، لتحريك الرأي وصناعة الأزمات.
▪️ أهداف مشروع تحرير العراق من أيران.
قانون المشروع جاء بمبادرة من السيناتور الجمهوري جو ويلسون، والديمقراطي جيمي بانيتا، ويهدف إلى إعداد خطة إستراتيجية موحدة وشاملة لمواجهة أيران في العراق تتماشى مع المتغيرات الإقليمية، بأعتبار أن الأخيرة تهدد الأمن القومي الأمريكي تهديد مباشر، حسب الموصوفات الأمريكية، وفي خطوته الجديدة فأنه وصل إلى فترة اكمال مهامه النهائية، أو التي تسبقها بخطوة، ومع الوضع السياسي لرئيس ورجل أعمال كدونالد ترامب، يخصص الاحتياجات بطلبات غير محددة، قد يربط المشروع بصفقات أقتصادية لا رجعة فيها.
▪️ المشروع وميزان التحديات ”المنازعة والغلبة“
الحكومة العراقية قد تعيد ترتيب علاقاتها مع أيران بشكل يتناسب والضغط الأمريكي، لكن لن يشمل ذلك الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، ناهيكم عن التحديات الخارجية التي تواجههم في عموم المنطقة، وخاصة في البحرين الاحمر والعربي ومضيق هرمز، والتي لا يحيطها الإمداد ولا يغطيها الانتصار، وليس من الحكمة فتح جبهة جديدة في العراق.
عموماً.. العلاقات العراقية الإيرانية ذات طوابع تاريخية عميقة، ومبنية على مصالح عقائدية، ولا يمكن زعزعتها بسهولة، ليبقى المشروع عبارة عن ورقة أبتزاز مكشوفة، ومادة مساومة، تقهر بها واشنطن الحكومة العراقية، لتأخذ بها ما تريد من جانب، وتفسد خياراتها من جانب أخر.