في مشهد مؤثر ومحزن، تم اكتشاف جثة الشهيد فوزي محمد عبد المولى بعد 57 عامًا من استشهاده في حرب يونيو 1967. هذا الاكتشاف لم يكن مجرد عودة إلى الماضي، بل كان رسالة قوية تحمل معاني عديدة.
الشهيد فوزي كان واحدًا من آلاف الجنود الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن، وظهور جثته بعد كل هذه السنوات يرسل رسالة قوية إلى الأجيال الحالية والمستقبلية عن تضحيات الأبطال الذين دافعوا عن تراب الوطن.
قصة الشهيد فوزي لم تكن مجرد قصة عسكرية، بل كانت قصة إنسانية بكل معنى الكلمة. فبعد استشهاده، ظلت أسرته تنتظر عودته لسنوات طويلة، ولم تتوقع أن يتم اكتشاف جثته بعد كل هذه السنوات.
اللحظة التي تعرف فيها أهل الشهيد عليه كانت لحظة مؤثرة للغاية. فقد تم اكتشاف جثته في منطقة الحسنة في سيناء، وكان معه بطاقته الشخصية والعسكرية، بالإضافة إلى بعض الصور الشخصية له ولأسرته. عندما شاهد ابن أخيه الصور، تعرف عليه على الفور، وجري على والده ليخبره بأن عمهم فوزي قد وجد.
هذه اللحظة كانت بمثابة عودة إلى الماضي، حيث جاءت الأسرة أخيرًا لتعرف مصير ابنها الذي فقدته منذ سنوات طويلة. وتم تسليم جثمان الشهيد إلى أسرته في جنازة عسكرية مهيبة، وسط حضور كبير من أسرته وأصدقائه وممثلي القوات المسلحة.
الهدف الخفي لظهور جثة الشهيد بعد كل هذه السنوات هو التأكيد على أهمية التضحية والفداء في سبيل الوطن، وتذكير الأجيال الجديدة بتاريخها ونضالها من أجل الحرية والكرامة.
كما أن ظهور جثة الشهيد يعتبر ردًا على كل من يحاولون تشويه تاريخ مصر وتضحيات أبنائها، ويؤكد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتكريم الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن.
رسالة الشهيد فوزي هي رسالة إلى كل المصريين، مفادها أن التضحية والفداء في سبيل الوطن هي أعلى مراتب الشرف، وأن الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن سيظلون في ذاكرة الأجيال إلى الأبد.