الضربات المتلاحقة وتدمير البنية التحتية لحزب الله والتخلص من قياداته واحد تلو الآخر وكأننا نري مسلسل حلقاته كلها خيانة متأصلة وكأن المنطقة ترسم من جديد والأماكن الملتهبة والصراع مع الكيان الصهيوني ورقة كانت وسيلة ضغط وفي بعض الأحيان مخطط متفق عليه وكاننا نقول إن طوفان الاقصي صناعة صهيونية برعاية أمريكية للتخلص من قيادات حماس وقيادات حزب الله وكأننا للاسف نشاهد سيناريو مفضوح نعم مفضوح وخاصة وأننا نجد من يطلق علي الإبادة التي حدثت لأبرياء غزة والتخلص الناعم لقيادات كنا نظن أنهم يحملون سيوفا يواجهون العدو وجدناهم يحملون سيوفا خشبية من اول ضربة تقصف وتصبح عصا وعلي الجانب الآخر الاكذوبة وهي المقاومة الفلسطينية (حماس) في الحقيقة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يعيش اللبنانيون وهماً كبيراً لأكثر من عَقدين على التوالي، وهو أن سلاح “حزب الله” يُشكل مَعضِلة إقليمية ودولية، وأن الخلاص منه لن يأتي إلا بعد أن تتوافق القوى الكبرى على اقتلاعه. هذا الوهم دفع بالجميع، حتى خصوم الحزب، إلى التطبيع معه، علّ التسوية الإقليمية تأتي يوماً وتُريح لبنان من عِبئه.
لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن الزلزال سيأتي من الداخل الفلسطيني. فبَعدَ عملية “طوفان الأقصى” وما تَبعها من تطورات، دُمِّرَت بنية الحزب العسكرية واغتيل كبار قادته وعلى رأسهم حسن نصر الله. أمرٌ كان يُظن أنه لن يحدث إلا من خلال حرب أهلية دَموية قد تُقََسِّم لبنان أو تُطيح به. إلا أن الواقع كان مُغايراً.. ولم تُطلَق رصاصة واحدة في الداخل اللبناني.
“حزب الله” لا يملك ترسانة إستراتيجية تُقلق إسرائيل، لا صواريخ دقيقة ولا مَنظومات متطورة. معظم ما تبقى من ترسانة الفصيل الايراني، كما أثبتت الغارات الأخيرة، صار خُردة. لكن الخطر الحقيقي لا يزال قائماً، وهو السلاح بوصفه أداة داخلية للضغط والابتزاز السياسي.
هذه هي وظيفة السلاح في نسخته الخشبية، ليس حماية لبنان بل ترهيب الحكومة، وتعطيل التعيينات، وفرض الأسماء، وابتزاز الدولة في كل شاردة وواردة. صواريخ المنصات الخشبية هذه لم تكن محاولة للتصعيد مع العدو، بل تلويح بالسلاح “المتبقّي” لفرملة مسار الدولة الإصلاحي، وبالأخص سحب ملف “المقاومة” من يد الحزب.
أن تلتزم الدولة الصمت، لا بل أن تتواطأ أحياناً مع هذا الواقع، فذلك يطرح سؤالًا وجودياً، عن أيّ دولة نتحدّث؟ أين الجيش اللبناني من انتشاره على الحدود؟ أين الحكومة من اتخاذ قرار سيادي واضح؟ وأين الرئيس من استعادة هيبة الرئاسة التي كانت أولى بشائر عهده الجديد؟ الأخطر من كل ذلك أن البعض في السلطة يتوهّم أن بإمكانه استخدام “الخشب” ذاته، أي إضاعة الوقت والتذرّع بالاستقرار كوسيلة لتأجيل المواجهة مع واقع لم يعد يَحتمل التأجيل.
كل يوم تتأخر فيه الدولة في حسم أمر السلاح غير الشرعي، هو خطوة إضافية نحو عزلة عربية ودولية شاملة. لا مساعدات خليجية، ولا دعم دولي، ولا قروض، ولا إعمار. ولا حتى احترام. كل ذلك مرهون بقرار واحد، أن تحسم الدولة أمرها، وتستعيد قرارها.
هل من المقبول أن تتحوّل “المنصات الخشبية” إلى عنوان السيادة في لبنان؟ هل يُعقل أن نُدير بلداً بحجم لبنان وموقعه وتاريخه من خلال حكومة تقول “لا” بدون أن تُنفّذ شيئاً؟
لبنان يقف اليوم على مفترق طرق، إمّا أن يقرّر بجرأة إنهاء المرحلة الخشبية واستعادة قراره ومؤسساته، أو أن يبقى رهينة لمنصات من خشب، وسلاح من ورق، ومواقف من غُبار.. في دولة لا تليق بشعبها. فهل يجرؤ لبنان هذه المرّة على استئصال حريته من خشب الحزب؟ السؤال الأهم والمطروح متي تنتهي الحرب علي ابرياء غزه وخصوصا وان هناك من طالب بخروج فصائل حماس من القطاع وهو نفس الحال بل من الممكن أن تأخذه كوبي حزب الله في الجنوب اللبناني وكان لبنان وفلسطين كتب عليهما الاقتتال وخاصة وان سوريا الان أصبحت مستعمره اسرائيلية استهدفت دول الجوار