مقالات دينية

شرف الصحبة وفضل الزوجية

جريدة الأضواء المصرية

شرف الصحبة وفضل الزوجية 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أحمده حمد من رأى آيات قدرته وقوته، وشاهد الشواهد من فردانيته ووحدانيته، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين أما بعد إن من فضائل أمهات المؤمنين أنهن جمعن مع شرف الصحبة فضل الزوجية، فأي آية أعظم من أن يذهبن أمهات المؤمنين، فلهن ‌فضل الصحبة مع ‌شرف خاص ثابت للزوجية، وبموتهن يذهب ما تفردن من ذكر أحواله صلى الله عليه وسلم في بيته، وإن من أمهات المؤمنين هي السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها. 

وهي زينب بنت خزيمة الهلالية وكانت تحت عبد الله بن جحش رضي الله عنه الذي شهد بدرا وقتل يوم أحد وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين وعاشت ثمانية أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم توفيت وقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع، وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة جويرية بنت الحارث من بني المصطلق سنة ست من الهجرة، وتوفيت سنة ستة وخمسين وهي التي أعتق المسلمون بسببها مائة أهل بيت من الرقيق، وقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك من بركتها على قومها رضي الله عنها، وكما أن من أمهات المؤمنين. 

هي السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها، وقد تزوج النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم السيدة صفية بنت حيي سنة سبع بعد غزوة خيبر حيث سبيت فيها، وكانت قبله تحت كنانة بن أبي الحقيق، وتوفيت سنة ست وثلاثين وقيل سنة خمسين من الهجرة، ومن خصائصها أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وجعل عتقها صداقها، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه ” أمهرها نفسها ” رواه البخاري، وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وقد أشار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بزواجها، فتزوجها مواساة لفقد زوجها وإعترافا بفضلها وتحبيبا لقومها في الإسلام وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وبنى بها بسرف وهو مكان قرب مكة.

وماتت بسرف وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين وهي خالة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وكانت رضي الله عنها مثلا عاليا للصلاح والتقوى حتى شهدت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها ” أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ” وقد روت عددا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منها صفة غسله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن نساؤه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وقد عاشت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين في غرفهن الصغيرة بجوار المسجد النبوي، يستمعن لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ويشتركن في بيان تعاليم الإسلام وأحكامه، خاصة في شئون المرأة. 

ثم لهن حياتهن الخاصة مع النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم الحافلة بالعبادة والعلم، المليئة بالدروس والعبر، الدافقة بالخير والعطاء، وقد توفيت إثنتان منهن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهما خديجة وزينب بنت خزيمة رضى الله عنهما، وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع منهن وتم دفنهم جميعا في البقيع بالمدينة المنورة، ما عدا أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها فدفنت في الحجون بمكة، والسيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها دفنت في سرف قريبا من مكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى