
آثار الآباء الذين يقتربون من أولادهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإن الآباء الذين يقتربون من أولادهم ويلعبون معهم ويمازحونهم ينشئون أطفالا سليمين نفسيا، أما حين يكون الوالد مشغولا عن الطفل فإن الطفل قد ينشأ حاقدا معقدا يكره والدَه أو يكره بكراهيته لوالده الناس أجمعين، ومهم جدا مداعبة الوالد أو الأم لولده وتقبيله بين الحين والآخر وتقديم الهدايا له وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال ” من لا يرحَم لا يُرحم ”
وكما يجب أن يجنب الطفل قاعة السينما التي تعرض ما لا يجوز ودور الملاهي التي تبث ما لا يُقبل وكل هذه الأماكن الموبوءة وكذا الحدائق العامة التي يوجد فيها التبرج والخلاعة والإختلاط الممنوع، وإنما يجب أن يُذهب به إلى أي مكان حيث لا يرى ولا يسمع إلا الحلال ويمكن أن يأخذ معه لعبا مختلفة، وكما يشجع الطفل على اللهو البريء، ويجنب التفرج على ما يحرم التفرج عليه من غناء أو مسلسلات أو أفلام أو رياضة أو أشرطة أو غيرها من خلال جهاز التلفزيون أو الفيديو أو الكمبيوتر أو الإنترنت، أما الصور فيمنع من التفرج عليها سواء كانت ساكنة أو متحركة، وكما يجنب الأولاد لغو الكلام والفاحش وهو ذكر ما يستقبح ذكره بألفاظ صريحة منه مع ملاحظة أن الولد ذكرا أو أنثى إذا عود نفسه على نظافة اللسان وهو صغير.
لن يجد صعوبة كبيرة في البقاء على ذلك وهو كبير، وعلى الوالدين أن يعودا الطفل على شغل البعض من الوقت الفارغ في أشغال يدوية وفنية مختلفة إصلاح الدراجات والسيارات و الماكنات وإصلاح الأدوات الكهربائية وغيرها تحت إشراف أحدهما أو تحت إشراف شخص آخر أمين مكلف من الوالدين أو بلا إشراف، وفي الحالة الأخيرة يستحب أن يراقبه أحد الوالدين ولو من بعيد، وكما يربىّ الطفل على أن يقوم لمن هو أكبر منه سنا ومقاما وأن يوسّع له في المكان من باب الأدب والإحترام فقط بشرط أن يكون الكبير ممن عرفوا بالعلم أو بالدين وبالإستقامة، وكما يتم منع الطفل ذكرا أو أنثى من الدخول على النساء إذا بلغ سن التميز وهو قبل البلوغ مباشرة إذا كنّ أجنبيات إلا بإذن، وأما المحارم فلا يطلب منه الإستئذان من أجل الدخول عليهن إلا في العورات الثلاثة.
وهي قبل الصبح وعند القيلولة ومن بعد صلاة العشاء، وكذلك تمنع الفتاة إذا وصلت إلى سن التميز، من الدخول على الرجال الأجانب أو مخالطتهم أو مصاحبتهم أو تقبيلهم أو مس أجزاء معينة من أجسادهم أو السماح لهم بمس أجزاء معينة من جسدها حتى تنشأ على الحياء والوقار والحشمة من صغرها، وكما يتم تربية الفتاة على الحجاب الشرعي من قبل أن يفرض عليها ويتم إفهامها بأهميته وبأن هذه الأهمية لها أمام الأجانب يجب أن تكون قريبة من أهمية الأكسجين لها في الحياة، وكما يتم تربية الطفل على الصدق لأنه يعيش في عالم الكذب والغش والتزوير، ولأن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة كما أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم ويجب أن يُعطي الوالدان في ذلك القدوة العملية الحسنة، بحيث يحرصان على الصدق أبدا وخاصة أمام الطفل.