التوبة بداية الفرج بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الثلاثاء الموافق 14 يناير 2025 الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، وإن الإسراء يعلمنا أن اليسر مع العسر، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، فهذه الشدة التي يحياها المسلمون شدة أرادها الله، لكن الله بيده كل شيء، بيده أن يزيحها عنهم، ولكن لا بد من أن يصطلحوا معه، هذه الشدة زوالها مرهون بتوبتنا، وإن تعودوا نعد.
وإن تغيروا يغير الله ما بنا، والتوبة بداية الفرج، وإن البيت الذي تقام فيه الصلوات والبيت الذي يُتقى الله تعالى فيه، والمحل التجاري الذي لا يكذب صاحبه، فيبيع بضاعة جيدة بسعر معتدل، ويبتغي البائع وجه الله عز وجل فإن هذا هو بداية طريق العودة، وأما المعاصى والذنوب، فهي تحجب الفرج، فقد يكون في البيت نوادى ليلية، وأفلام إباحية، وانعدام شخصية، في البيت يحول كل ذلك بينك وبين الله، ويحول بينك وبين التوبة، ويحجب الفرج عن الأمة، إطلاق البصر يحجبك عن الله عز وجل، أكل المال الحرام يحجبك عن الله، الدياثة التى يراد نشرها تبعدك عن الشرف وتطيح بك بعيدا عن الطاعة، ونتعلم من الإسراء أن للمحن والمصائب حكما جليلة، مع أن هناك شدة لا تطاق، مع أن هناك ضغطا لا يحتمل، لكن المستقبل لهذا الدين لأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوقظنا.
أراد أن يحركنا، أراد أن يدفعنا إلى بابه، بعد أن أظهر العدو على حقيقته، وقد يكون أعظم إنجاز للإسلام أن الطرف الآخر تعرى تماما، وأن العدو اللدود للإسلام فقَد مصداقيته، فقد قيمه الحضارية التي يدعيها، فقَد مكانته الإنسانية، وهذا أكبر إنجاز، والدليل أن الطريق إلى الله لن يكون سالكا إلا إذا كفرت بعبدة الطاغوت ” فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى” وإن من دلالات الإسراء والمعراج أنه مسح لجراح الماضي، وتطمين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على سلامة هذه الدعوة، وإكرام له، وإيناس له، وقد جفاه أهل الأرض، ولأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يشرع لنا لا بأقواله فقط، ولكن بمواقفه وأفعاله، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد،
ولقد أتت عليّ ثلاث من بين يوم وليلة وما لي طعام إلا ما واراه إبط بلال” رواه الترمذي، ولقد امتُحن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونجح في الامتحان، فامتحن في الطائف، فكان الرد الإلهي هو الإسراء والمعراج، وكان الرد التكريمى هو ما جاء فى سورة ص ” إنا وجدناه صابرا” وعن أبي الدرداء رضى الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال “لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه” رواه أحمد والطبراني.