مقال

نسائم الايمان ومع فضل العلم ” الجزء الثامن ” 

نسائم الايمان ومع فضل العلم ” الجزء الثامن ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع فضل العلم، وقسم ثالث أعرضوا، فلم يتفقهوا في الدين ولم يحملوه، فمثلهم كمثل القيعان التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلا، وهذا الحديث يدل على وجوب التفقه في الدين، والتعلم على كل مكلف حتى لا يكون من الطائفة الثالثة، ثم أنت أيها الإنسان مخلوق لعبادة الله، مأمور بها، ولاسبيل إلى أن تعرفها وأن تفقه فيها إلا بالعلم، كيف تؤدي عبادة لا تعرفها؟ وأنت مخلوق لها، فقال تعالى “وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون” وأنت مأمور بها، والرسل بعثوا بها والدعوة إليها، ولا سبيل إلى هذه العبادة وأدائها على الوجه المطلوب إلا بالله ثم بالعلم والتفقه في الدين، وهذه العبادة هي دين الإسلام، هي الإيمان والهدى، هي طاعة الله ورسوله، هي توحيد الله.

 

واتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام، هي الهدى الذي بعث الله به نبيه في قوله تعالى فى سورة النجم ” ولقد جاءهم من ربهم الهدى” وهذه العبادة هي توحيد الله وطاعته، هي اتباع الرسل الكرام، وهي الانقياد لشرع الله، وهي الإسلام، وهي الإيمان وهى الهدى، وهي التقوى والبر، وهذه هي العبادة، فالواجب التفقه فيها والعلم والتبصر من منطلق الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وهذان منبع العلم القرآن العظيم، والسنة المطهرة وهما السبيلان لمنهج الله واتباعه ثم إجماع سلف الأمة الذي استند إلى هذين الأصلين، هو الأصل الثالث في معرفة الحق واتباعه، فيقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين” ويقول عليه الصلاة والسلام “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”

 

ويقول عليه الصلاة والسلام “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” ويقول عليه الصلاة والسلام” من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا” ويقول عليه الصلاة والسلام يوما لأصحابه ” أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وهو وادى في المدينة، فيرجع بناقتين عظيمتين سمينتين، بغير إثم ولا قطع رحم؟ قالوا نحب ذلك يا رسول الله، قال لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل”

 

فأنت أيها الإنسان الضعيف مخلوق لهذه العبادة، ومأمور بأدائها على الوجه المطلوب الذي شرعه الله، ولا سبيل لك إلى ذلك إلا بالله ثم بالتفقه في الدين، فعليكم بتقوى الله في السر والعلن، والعناية بالتفقه في الدين، والتبصر في الدين، فعلى كل مكلف أن يتعلم، والواجب على كل مكلف أن يتعلم ما لا يسعه جهله، ومن الرجال والنساء، حتى يتعلم ما أوجب الله عليه، وما حرم عليه، وحتى يؤدي ما أوجب الله عليه على بصيرة، وحتى يمتنع عما نهى الله عنه على بصيرة، هذا واجب الجميع، وعلى أهل العلم وفقهم الله وحفظهم الله وأعانهم الله، أن يعلموا ويبينوا، وأن يصبروا، عليهم أن يفقهوا الناس وأن يعلموا الناس وأن يبينوا ما عندهم من العلم، فالله أخذ ميثاق أهل الكتاب.

 

أن يبينوا ولا يكتموا، وكما أخذ على أهل الكتاب أخذ علينا، فعلينا أن نبين وأن نوضح، وعلى كل مسلم أن يتعلم ويسأل، وقال الله تعالى “فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” فالواجب التعلم والتبصر والعمل، فلابد أن تتعلم ما أوجب الله عليك عن طريق الكتاب والسنة، عن طريق علماء السنة وهم علماء الحق، وأن تسأل ربك التوفيق والإعانة، ولابد أن تعمل، لابد من العمل، فقال تعالى “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” وكذلك فأنت مأمور بتقوى الله، ومأمور بالإسلام، ومأمور بالإيمان، وهذا هو العلم والعمل، فقال الله تعالى “إن الدين عند الله الإسلام” وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام “الإيمان بضع وسبعون شعبة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى