مقال

عماد الأمة وعزها المجيد

جريدة الأضواء المصرية

عماد الأمة وعزها المجيد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 19 ديسمبر 2024
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، لقد تفضل الله تعالي على عباده بنعم لا تحصى ومنن لا تستقصى فكل نعمة يراها العبد على نفسه هبة من الله تعالي، فقال تعالى ” وما بكم من نعمة فمن الله ” واعلموا أن هناك نعما خص الله بها فئة من الناس وحرمها فئة أخرى، إبتلاء منه سبحانه وتمحيصا لعباده، ليميز الخبيث من الطيب، فقال تعالى ” ولله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير “

فمن أعظم النعم على الإنسان بعد نعمة الإسلام، نعمة الولد ولا سيما الولد الصالح، فنعمة الولد لا يعرف قدرها إلا من حُرمها، فكم من الناس من مُنع نعمة الأبوة والأمومة، فتراه يسعى جاهدا ليلا ونهارا بكل ما أوتي من جهد ومال للحصول على الولد الذي فقده ولكن قدرة الله تعالى فوق الطاقات والأموال المهدرات لأنه سبحانه عليم قدير يختبر العباد ويمتن على الإنسان فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فيا أيها الناس أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا وفلذات أكبادنا، وأحشاء أفئدتنا وزينة حياتنا، حيث قال تعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا ” الأولاد قرة الأعين وبهجة الحياة وأنس العيش، بهم يحلو العمر وعليهم تعلق الآمال وببركة تربيتهم يستجلب الرزق، وتنزل الرحمة ويضاعف الأجر.

فاحذروا أيها الناس من التفريط في تربية الأبناء أو التخلي عن المسؤولية تجاههم، فهذا هو الغدر وتلكم هي الخيانة وذلكم هو الغش الموصل إلى النار، فارعوا أبناءكم وأدوا أماناتكم وإنصحوا لأولادكم، فكل مسؤول عن رعيته، فالشباب عماد الأمة وعزها المجيد ومجدها التليد، الشباب قوة الشعوب وحصنها الحصين ودرعها المتين، هم سبب الفتوحات وأساس الانتصارات ومن قرأ التأريخ وتصفح كتب السير والمغازي، لرأى رأي المنصف العاقل الرشيد، كيف أن الشباب في صدر الإسلام وبعده كانوا لبلاد الكفار فاتحين وعن بلاد الإسلام مناضلين ومنافحين، تجدهم محاربين، وتراهم مقاتلين تهابهم الأعداء ويحبهم من في السماء، فقال تعالي ” يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين “

وهكذا كان شباب الإسلام حماة لأوطانهم، مدافعين عن أعراضهم، مقاتلين لأعدائهم، متبعين لسنة نبيهم، متمسكين بدينهم، شباب تعتمد عليهم أمتهم، يرهبهم عدوهم، ذلكم هو الشباب المسلم الأبي وعندما يقلب الحصيف بصره وينقل اللبيب عينه لا يجد اليوم إلا شبابأً قد وهنتهم حمى الغرب وضربتهم شمس التقدم الزائف وطغت عليهم حضارة الكفر، فقذف في قلوبهم الوهن فبدأوا يهرفون بما لا يعرفون، تراهم سكارى وما هم بسكارى فيقول تعالي ” رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ” أشباب اليوم هم شباب الأمس، إذا أردتم الجواب ومعرفة الصواب، فسلوا المدارس عن طلابها، والأعمال عن موظفيها فسلوا المساجد عن روادها، وسلوا الخرابات عن ساكنيها، والاستراحات عن مرتاديها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى