دعتني الظروف خلال السنة الماضية للمرور على الجامعات المصرية، وذلك في محاضرات للتوعية سواء في مناسبة ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، أو لتوعية الشباب بالأخطار التي يتعرض لها الأمن القومي المصري.
وحقيقي، كانت سعادتي بالغة بهذا التطور الكبير الذي نشهده الآن في الجامعات المصرية، فهي التي تُخرّج لنا شباب المستقبل الذي سيقود مصر في الفترة القادمة.
تذكرت حينها لقاء الرئيس وزراء اليابان في مؤتمر صحفي عام 1998، عندما سأله أحد الصحفيين: كيف تستعد اليابان للدخول في القرن الـ21؟ وكانت إجابته: “بالعلم وتطوير شبابنا، لأنه هو من سيقود اليابان في الفترة القادمة”.
ومن هنا كانت أولى خطوات الدولة المصرية استراتيجتها نحو التعليم الجامعى هو إنشاء ثلاث أنواع من الجامعات في كل محافظة وهم الجامعة الحكومية والجامعة الأهلية والجامعة الخاصة.
وبهذا التكوين الجديد، لن يسافر أي شاب من مصر إلى الخارج. فمع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فوجئت الدولة المصرية بعودة آلاف من الطلاب المصريين الذين كانوا يدرسون في روسيا وأوكرانيا، وهنا جاء قرار الرئيس السيسي بإنشاء هذه الجامعات، الأهلية والخاصة، لاستيعاب كل الشباب المصري الذين ليس لهم مكان في الجامعات الحكومية حيث لن يسافر أي شاب مصري مستقبلًا، للدراسة بالخارج حيث ان الجامعات الجديدة موجودة أمامه سواء الجامعة الاهلية او الخاصة.
أما الخطوة الثانية، التي أمر بها الرئيس السيسي، فهي الحد من الاغتراب. حيث سيجد الشباب في كل محافظة ثلاث جامعات يدرس فيها، بدلاً من الذهاب إلى جامعات القاهرة أو الإسكندرية، وغيرها.
أما اليوم، فهناك ثلاث جامعات في كل محافظة تستوعب أبناء هذه المحافظة، وفي نهاية اليوم، يعود الشاب إلى حضن أمه التي تطمئن عليه وبالتالي يتم متابعتعه دراسيًا وشخصيا.
وجاء الأمر الثاني، وهو إنشاء جامعات تهتم بالأبحاث والدراسات مثل جامعة النيل، التي أراها فكرة رائعة حيث تركز على الابحاث العلمية التي تحتاجها الدولة في الفترة القادمة وتركز الجامعات الجديدة على تحديات العصر مثل موضوعات التكنولوجيا والنانو تكنولوجي وعلوم الفضاء ونظم الحاسبات الآلية مع تقليل عدد الجامعات النظرية والتي يتخرج فيها الشباب لن يكون لديهم فرصة للعمل وابسط مثال على ذلك الالاف من الطلبة خريجي كلية الحقوق.
وأعتقد أن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، يركز حاليًا على أن يكون في كل محافظة جامعة تُخرّج شبابًا مؤهلًا طبقًا لمتطلبات سوق العمل، في هذه المحافظة ليعمل فور التخرج، بدلًا من تخريج شباب يحملون شهادات لا يجدون بها فرص عمل كما ان عدد الجامعات في كل محافظة سوف يتمشى مع تعداد المحافظة خصوصا في السنوات العمرية التي سيتم قبولهم في الجامعات .
أسعدني أيضًا الاستفادة من الخبرات الأجنبية، بوجود جامعات مثل الجامعة اليابانية في برج العرب، حيث إن نصف مجلس الجامعة من اليابانيين، والمنهج الدراسي وهو نفس الموضوعات التي تدرس في الجامعات اليابانية وبذلك نضمن ان جامعتنا تسير على نفس التقدم العملي.
ولدرجة أنك بمجرد دخولك من البوابة تشعر وكأنك في اليابان، خاصة أن تصميم منشآت الجامعة قام بها مهندس ياباني. حتى في المطعم، وجدت وجبة الغداء من أطباق السوشي اليابانية.
كما أسعدني كذلك وجود طلاب من أفريقيا يدرسون العلم في مصر في هذه الجامعة وهذه اضافة بالطبع للجامعات مطعم الجامعة وللسياسة الخرجية المصرية.
ومن الجامعات التي جذبت انتباهي أيضًا: جامعة الجلالة – فهي من أرقى الجامعات في الشرق الأوسط. وعندما دخلت مستشفى الأسنان التابعة لكلية الطب في الجامعة، وجدت أحدث تكنولوجيا عالمية في طب الاسنان، وبالطبع اعتقد ان حجم التكنولوجيا في هذه الجامعة تفوق العديد من الجامعات المصرية وبالطبع العربية في مختلف المجالات وخاصة مجال تكنولوجيا المعلومات وعلوم الفضاء.
وجاءت جامعة الملك سلمان في جنوب سيناء لتكون أكثر من رائعة. فلأول مرة، لن يضطر أبناء جنوب سيناء للاغتراب من أجل الدراسة في جامعات الدلتا. كما أن الجامعة هناك على أعلى مستوى من حيث قاعات المحاضرات والمعامل الحديثة والمناهج العلمية الحديثة.
وهناك انواع من الجامعات الجديدة في مصر تتبع جامعات عالمية مثل: الجامعة الألمانية والجامعة الإنجليزية والجامعة الفرنسية والجامعة الأمريكية في العاصمة الادارية والتي تُطبَّق نفس المناهج والأساليب الدراسية المتبعة في الدولة التابعة لها في الخارج لذلك عند زيارتي للجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية، وجدت معامل علوم الفضاء، النانو تكنولوجي، تصميم الحاسبات، وغيرها، وهي كلها موضوعات مواكبة للفكر الحديث وموضوعات العصر الحديث وتوفر ايضا للطالب سوع العمل .
ولا أنسى كلية الطب العسكري التابعة للقوات المسلحة، حيث أن شهادة الطبيب المتخرج منها معترف بها في جامعة لندن البريطانية. وقد حضرت احتفال موافقة كلية طب لندن، حيث تم فيها والموافقة على منح الشهادة في مصر، ليكون معترف بها في لندن لأن المناهج والأساتذة والمحاضرات في الكلية مصرية ولكن بمنهج بريطاني.
وهكذا، تحقق لكل مصري أن يكون سعيدًا في الجامعات الجديدة، التي تُخرّج لنا شباب المستقبل القادر على قيادة مصر نحو مستقبل أفضل بإذن الله.