مقال

الطامة العظمى والمصيبة الكبرى

جريدة الأضواء المصرية

الطامة العظمى والمصيبة الكبرى
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 نوفمبر 2023
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، كم من الناس اليوم من يعمل الموبقات، ويجترح المهلكات ولا يعبأ بالسيئات وكل مسجل في صحيفته يوم الجزاء والحساب، إذا نشرت الدواوين وتطايرت الصحف وفتحت السجلات للفصل والقضاء، ألا فاعلموا عباد الله أن العاصي لو عصى مخلوقا لجزع من لقائه، فكيف بمن يعصي الخالق جل جلاله، فكيف يلقى خالقه محملا بأوزاره وآثامه، فبكى محمد بن المنكدر عند الوفاة، فقيل له ما يبكيك ؟ قال والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته.

ولكن أخاف أني أتيت شيئا حسبته هينا وهو عند الله عظيم وكم من المسلمين اليوم من يجاهر بالمعاصي العظام والكبائر الجسام جهارا نهارا بلا خوف ولا حياء من جبار الأرض والسماء فأصبح هناك ربا وزنا ولواط ومخدرات ودخان ومسكرات ومشاهدة للقنوات، وسماع للأغاني الماجنات وتحلق حول المسلسلات الفاضحات والطامة العظمى والمصيبة الكبرى هو هجران كثير من المسلمين للصلوات وعقوق للوالدين وقطيعة للأرحام وقال عبدالله بن عمر كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه، فقال ضع رأسي على الأرض؟ فقلت ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟ فقال لا أم لك ضعه على الأرض، فقال عبدالله فوضعته على الأرض.

فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل، فهذا هو عمر الفاروق رضي الله عنه مبشر بالجنة ويقول ما قال، فكيف بمن لم يبلغ شيئا من منزلته، لهو أعظم أن يخشى ربه، ويراقبه في كل تصرفاته وحركاته، فقال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله أجلسوني، فأجلسوه، فجلس يذكر الله ثم بكى وقال الآن يا معاوية، جئت تذكر ربك بعد الإنحطام والإنهذام، أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان، ثم بكى وقال يا رب يا رب إرحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة وإغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك، ثم فاضت روحه رضي الله عنه، وقيل أنه دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه.

فقال له كيف أصبحت يا أبا عبدالله، فقال الشافعي أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما، تعاظمني ذنبي فلما قرنته، بعفوك ربي كان عفوك أعظما، فما زلت ذا عفو عن الذنب، لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما، فاللهم ارحم ضعفنا وآنس وحشتنا وذكرنا بك ما حيينا واللهم التوبة النصوح قبل الممات يا رب العالمين استغفروا الله وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى