الزانية لا ينكحها إلا زاني أو مشرك بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الخميس الموافق 24 أكتوبر 2024 إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد، قيل أنه لقد كان لمرثد بن أبي مرثد سجل حافل في علاقة مع امرأة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفسه منها ما في نفسه، وكانت هذه المرأة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقته قبل الإسلام فلما أسلم مرثد قطع علاقته بهذه المرأة وهاجر إلى المدينة وكان يقوم بتهريب أناس من المسلمين.
المستضعفين من مكة إلى المدينة، فكان ذات ليلة أن وعد رجلا من أسارى المسلمين ليحمله، قال فجئته فحملته حتى إنتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة، فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط، فلما انتهت إليّ عرفتني، فقالت مرثد، فقال مرثد، فقالت مرحبا وأهلا، هلمّ فبت عندنا الليلة، قلت يا عناق إن الله حرم الزنا فما كان منها إلا أن صاحت وقالت يا أهل الخيام، وجعلت تنادي الكفار الذين في داخل الخيام، يا أهل الخيام هذا مرثد يحمل أسراكم، قال فتبعني ثمانية وسلكت الطريق وحملت صاحبي ونجاني الله منهم حتى قدمت المدينة النبوية فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئا، فأنزل الله تعالي.
” الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زاني أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ” فقال صلى الله عليه وسلم يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة فلا تنكحها ” ولقد إنتهت المسألة وطوي قيد العلاقة من قبل ومن بعد، فعجيب أمر هؤلاء الرجال، يتبعون الأوامر ولا يسألون لماذا وكيف ولماذا؟ وينفذون الواجب والمستحب ومستحب المستحب وأي شيء يمكن أن يمُتّ بصلة إلى رغبة النبي صلى الله عليه وسلم بالتنفيذ ينفذ، فما أجمل هذا التنفيذ وما أكرم هؤلاء المنفذين، فماذا يفعل المعاصرون في هذا الزمن بهذا التنفيذ العجيب الذي كان الصحابة لا يترددون في تنفيذه في حياة الآمر به صلى الله عليه وسلم؟ وماذا عن الذين يخرجون بكتابات يومية في الصحف وأحاديث.
في هذه القنوات يردون أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا نسمع بين الفينة والأخرى طعنا في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا يردون الأشياء التي لا تعجبهم فهذا أحدهم يرد الحديث الصحيح وآخر يعارض الدليل النقلي المتواتر بعقله، وثالث يعارض قواعد الشريعة، ورابع يروج للناس كلمة أن الدين يسر، ولن يشاق هذا الدين إلا غلبة، ويسروا ولا تعسروا بحجة أن الذهاب إلى صلاة الفجر شاقة، وأن الجهاد شاق وأن ترك المحرم الذي إعتاد عليه صاحبه شاق، فلماذا هذا التعقيد في هذا الدين الذي جاء باليسر ونبذ المشقة، ولا يتورعون عن الكلام فتارة يقولون هذا حديث يخالف العلم الحديث، وتارة يقولون يخالف الذوق.
وأصبح الحديث الصحيح عندهم والدليل القرآني الجلي يخالف الذوق، وإن حديث الذباب الذي خرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه يخالف الذوق ” إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فاليغمسه فإن أحد في أحد جناحيه داء والآخر دواء ” حديث يخالف الذوق والعقل والمنطق وتارة يقولون يخالف المصلحة وتارة يقولون يخالف الواقع.