عماله الاطفال… قنبلة موقوته بقلم د محسن علي نفسي تتوق إلى اليوم الذي أرى فيه أطفالنا يهنؤن بطفولتهم ينامون بالليل وبعدما يتناولون عشاءهم ويشربون اللبن ويسمعون الحواديت ويلعبون بالدمى ويمرحون بالنهار ويجدون ما يتمنون من حلوى وفاكهة وغذاء وكساء ودواء يضحكون من قلوبهم ضحكاتهم تجلجل وترن في الآذان يعيشون طفولتهم بكل أمان وإطمئنان وسعادة ولكن..هيهات هيهات.. فبعض الأطفال يفتحون عيونهم على الحرمان والجوع والفقر في أسر لا تجد ما تقتات به إلاّ الفتات و لا يملكون إلاّ الحسرة والدموع فيخرج الأطفال للعمل في سن صغيرة وتحت وطأة الفقر يواجهون الحياة وهم عزّل بدون سلاح (جسماني, أخلاقي، معنوي) ولست أقصد المسدس أو المطواة والسكين.. ولكن لا مفر فيخرجون في الصباح الباكر وعيونهم مازالت مغلقة تحتاج لمزيد من النوم والراحة يفركون عيونهم يلقون نظرة على المجهول .. تنحدر دمعة على خدودهم يمسحونها بأيديهم ويستعينون على الشقاء بالله فيتلقاهم بحر الحياة المتلاطم الأمواج يعافرون فيه تارة ويستسلمون له تارة أخرى ومركبهم بدون شراع والرياح شديدة يدخلون الورش يتعاملون مع الآلات الحادة والألفاظ الحادة والنظرات الحادة يتلقون سيلا من الأوامر والنواهي يسمعون الشتائم البذيئة والألفاظ النابية تتسخ ملابسهم وأبدانهم وقلوبهم (يغمسون رغيفهم) بالدموع والتراب والعرق يشربون السجائر ويشمون الكولاّ والكحول والبنزين ومما يزيد الطين بلة يعتدى عليهم جنسيا وبذلك تنتهك جميع حرماتهم وكأنهم عبيدا وليس لهم ديّة و لا ثمن تغتال براءتهم وتذبح بسكين الإحتياج والفقر والمذلة والهوان يعودون لبيوتهم ليلا يرتمون على فراشهم كالقتلى بلا حراك يمر الليل كالومضة ويأتي النهار مسرعا يحمل معه همومهم وشقاءهم وأحزانهم ومتاعبهم وآلامهم يزرع الضغينة في صدورهم نحو مجتمعهم الذي لم يمد لهم يد العون يوما ما ولم يقدم لهم ثمرة فاكهة طازجة و لا ثوبا جديدا يوم عيد ولكن دهسهم بقدميه وبصق عليهم وأذاقهم الحنظل وسقاهم المرار والعلقم ومثل هؤلاء لا يستطيع بناء مجتمع صالح وأسرة سعيدة وليس عندهم من خير يقدمونه للآخرين ترى؟ هل أبقى الغل في قلوبهم بعض حب ؟ ولو لأبنائهم في المستقبل عندما يكبرون – إذا كان عندهم مستقبلا ؟ كيف سيتعاملون مع الناس؟ هل هم قنابل موقوتة؟ ستنفجر يوما في وجه الجميع أ