محمود عند الله ومحمود عند ملائكته بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأربعاء الموافق 11 سبتمبر 2023 الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد لقد اصطفى الله نبينا وحبيبنا ومصطفانا وسيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم لتحمل أعباء الرسالة وتبليغ الشريعة السمحه فهو النبي المعظّم، والرسول المكرّم، سيد ولد آدم بالإتفاق، وخير أهل الأرض على الإطلاق، الجوهرة الباهرة، والدرة الزاهرة، وواسطة العقد الفاخرة، عبد الله ورسوله ونبيه وصفيه ونجيه ووليه ورضيه، وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه.
الذي لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته، سيد المرسلين والمقدم لإمامتهم، وخاتم النبيين وصاحب شفاعتهم، أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأول شافع يوم القيامة، وأول من يجوز الصراط من الرسل بأمته يوم القيامة، وأكثر الأنبياء تابعا يوم القيامة، صاحب اللواء المعقود، والمقام المحمود، والحوض المورود، عبد الله المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، محمد صلى الله عليه وسلم الذي سمي بهذا الاسم لما إشتمل عليه من مسماه وهو الحمد، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم محمود عند الله ومحمود عند ملائكته ومحمود عند إخوانه من المرسلين ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم، فمحمد صلى الله عليه وسلم محمود بما ملأ به الأرض من الهدى والإيمان.
والعلم النافع والعمل الصالح حيث فتح الله به القلوب وكشف به الظلمة عن أهل الأرض، إستنقذهم من أسر الشياطين ومن الشرك بالله والكفر به والجهل حتى نال به أتباعه شرف الدنيا والآخرة ولقد وافق صلى الله عليه وسلم أهل الأرض أحوج ما كانوا إليه، فإنهم كانوا بين عباد أوثان وعباد صلبان وعباد نيران وعباد كواكب ومغضوب عليهم قد باؤوا بغضب من الله تعالي وحيران لا يعرف ربا يعبده، ولا بماذا يعبده، والناس يأكل بعضهم بعضا، من استحسن شيئا دعا إليه وقاتل من أجله من خالفه، ليس في الأض آنذاك موضع مشرق بنور الرسالة، فأغاث الله بمحمد صلى الله عليه وسلم البلاد والعباد، كشف به تلك الظلم، أحيا الله به الخليقة بعد الموت، هدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، كثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة.
فتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا فعرف الناس ربهم ومعبودهم غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة صلى الله وسلم وبارك عليه وجزاه عنا خير ما جزا نبيا عن أمته، فاللهم اهد شباب المسلمين من بنات وبنين، اللهم رد ضالهم إليك ردا جميلا، اللهم جنبهم رفقاء السوء وأصحاب الفساد، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجلعنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين يارب العالمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم عليك بأعداء الملة والدين، اللهم ارفع عنهم يدك وعافيتك اللهم اهلكهم بالقحط والسنين، يارب العالمين، اللهم لا تقم لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية يا قوي يا عزيز.