مقال

القراءة بين التأثر والتأثير

جريدة الأضواء المصرية

القراءة بين التأثر والتأثير

بقلم: أسامة حراكي

حين يشرع القارئ في القراءة يبث في النص روحاً مفعمة بالحياة ويضعه في خانة الخلود، فالقراءة تنقل النص من حالة الكمون إلى حالة التحقق، فتخرجه من وضع الجمود إلى وضع الوجود.

القراءة تتمثل في توطيد العلاقة بين القارئ والنص، هذه العلاقة تبقى في حكم الالتباس إذا لم يتوافر لدى القارئ الذخائر المعرفية والنقدية التي من خلالها يقوم بعملية قراءة ذات الفعالية، والقادرة على الغوص في أعماق المقروء لاستنباط ما يزخر به من قيم وأبعاد فنية.

فإن العلاقة التي يجب أن تحكم القارئ بالنص والثقافة، هي علاقة التأثر والتأثير التي تسلط الضوء على عتمات النص، وتكشف عن الأطر المرجعية المتحكمة في نوع القراءة لدى القارئ.

القراءة التي نراها جديرة، هي التي تستوعب كل ما يتفاعل من معطيات فكرية وحضارية وتاريخية ووجدانية، هذا التفاعل ضروري لأي اتيان بجديد وتحقيق الابداع، فكل قراءة لا تأخذ بعين الاعتبار شروط التلقي، لا يمكنها أن تُسهم في تثوير وتطوير الفعل القرائي، فإن القراءة التي لا تنتج معرفة جديدة لا يعول عليها، لأنها لن تُسهم إلا في تكريس الثابت من تقليد ومحاكاه وإعادة إنتاج معرفة لا تحقق وجودها إلا بالعودة إلى الماضي، فعلى القارئ اختيار الطرق الكفيلة أثناء القراءة حتى يستطيع ابتداع نتاج جديد ينجم عنه تصور جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى