مقال

إستشعار عظمة الله وجلاله

جريدة الأضواء المصرية

إستشعار عظمة الله وجلاله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 6 سبتمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي لهن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وأمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من ثمرات الصدق هو إجابة الدعاء، وإدراك الأجر الكثير من الله تعالى وإن عجز العبد عن العمل الذي نواه بصدق، وكذلك حصول البركة في البيع والشراء، وطمأنينة القلب والنفس، والرقي إلى منازل الأخيار والأبرار والصديقين، حيث قال الله تعالى “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”

فعليكم بالصدق فإن الصدق طريق إلى كل خير، وهو الطريق إلى الفوز والفلاح، والطريق إلى الأمن والمحبة والإستقرار والنماء، والطريق إلى السعادة في الدارين، وإحذروا من الكذب فإنه طريق إلى كل شر وبلاء، وفتنة وداء، طريق إلى الشقاء في الدارين ومن عرف بالكذب مرة واحدة سقطت مكانته، وقلّت الثقة بحديثه، فلا يلومن بعد ذلك إلا نفسه، فاللهم اجعلنا من الصادقين واحشرنا في زمرة الصديقين وأرزق ألسنتنا الصدق وطهرها من الكذب، ثم إن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة هو إستشعار عظمة الله وجلاله فأنت أخي المصلي واقف أمامه تعالي تناجيه وتدعوه تعبده وتستعين به وتسبحه بسبحان ربي العظيم في ركوعك فتصفه بالعظمة، وسبحان ربي الأعلى في سجودك، فتصفه بالعلو، فهو سبحانه العلي الأعلى المستوي على عرشه جل جلاله.

فتفكر يا أخي أنك في هذا الموضع أعني موضع السجود حين تضع جبتهك على الأرض وتذل نفسك لخالقك أعلم أن هذا الموضع هو موضع العزة والإرتفاع والقرب وصدق إمام الخاشعين صلى الله عليه وسلم حينما قال “وأقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد” فإن تأمل ألفاظ الصلاة بما فيها التحيات والتشهد مقربا إلى الله وداعيا للخشوع في الصلاة، فإننا مسافرون وفقراء وتائهون أصابهم الظمأ وثناهم الجوع وأضناهم المسير، مسافرون مهما طالت أعمارهم وفقراء مهما كثرت أموالهم وتائهون بعدوا عن النور فهم مظلمون، أصابهم ظمأ المعاصي فلا يرتوون وثناهم جوع الذنوب فلا يشبعون وأضناهم الضياع فلا يهتدون، لكن نورا ربانيا أخذ بلباب عقولهم، أيقظ فيهم غفلتهم وبشرهم بالهداية بعد الضياع، ولقد أحس هؤلاء بتطاير الران عن قلوبهم.

وشعروا بأن الفلاح قريب فنشطت أنفسهم وإشتدت عزائمهم، ورمقت أعينهم من بعيد خضرة متآلفة الألوان ودغدغ أسماعهم خرير الماء يلقي بنفسه على جداول الزروع فسارعوا وسابقوا، حتى إذا اقتربوا منها، خلبتهم أشجارها وأذهلتهم ثمارها وسحرتهم جداولها فأي حدائق جميلة هذه وأي واحة رائعة هذه، إنها حدائق المعروف وواحة الإيمان فهي ظل وارف وماء عذب ونسائم طيبة، وقطوف دانية، للعمل فيها بهجة وللإخلاص فيها نور وللصدق فيها سرور لا يحزن داخلها ولا يندم عاملها إنها حدائق ذات بهجة حقا، أنشأها الله تعالي لكل من في قلبه حب له، أنشأها الله عز وجل لكل من يريد الحياة السعيدة أنشأها الله سبحانه لكل من يريد النجاة في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى