مقال

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكرالله

جريدة الأضواء المصرية

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكرالله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 6 أغسطس 2024
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد ليس للمنافقين في عبادتهم قدم صحيحة، ولا همة في العمل عالية فأشرف الأعمال وأفضلها الصلاة إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى، لا نية لهم لله فيها ولا إيمان لهم بها، صلاة أحدهم صلاة أبدان لا صلاة قلوب، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “تلك صلاة المنافق، يظل يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا” رواه مسلم.

وذكرهم لربهم قليل ” استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكرالله ” وإن أنفقوا أموالهم أنفقوها على كره ومنة وتردد، ولسوء معتقدهم وخبث طويتهم فنفقاتهم غير مقبولة عند الله مهما أنفقوا، وأموالهم وأولادهم عذاب عليهم، وبواطنهم في الأعمال فاسدة مدنسة بالرياء وطلب السمعة فلا إخلاص لله تعالي في أعمالهم ولذا يتخلفون كثيرا عن صلاة الجماعة التي لا يرون فيها غالبا، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم “أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا” متفق عليه، وهذه معاملتهم للخالق وتلك معاملتهم للخلق، وأما عددهم فهم كثير منتشرون في بقاع الأرض وهم أصناف ولهم أحوال وصفات فيقول حذيفة رضي الله عنه “النفاق اليوم أكثر منه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم”

وما زال النفاق بعده عليه الصلاة والسلام، بل هو بعده أكثر منه على عهده لكون موجبات الإيمان على عهده أقوى، فإذا كان النفاق مع قوتها موجودا فوجوده فيما دون ذلك أولى” ولهذا لما سمع حذيفة رضي الله عنه رجلا يقول “اللهم أهلك المنافقين” قال “يا بن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطرقات من قلة السالكين” وقد عين رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من المنافقين وأطلع حذيفة على أسمائهم، وخفي عليه آخرون منهم، حيث يقول الله تعالى لنبيه ” لا تعلمهم نحن نعلمهم ” وإذا جاز على سيد البشر صلى الله عليه وسلم ألا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات فمن الأولى أن يخفى حال جماعة منهم على من بعده، ومعرفة المنافقين في لحن القول ثابتة مقسم عليها في الكتاب، لكن هذا إذا تكلموا.

وأما معرفتهم بالسيمات فهو موقوف على مشيئة الله تعالي، حيث يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه “ما سر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه” وكلما قويت شوكة المسلمين ضعفوا وإذا ضعفت شوكة المسلمين برزوا، وبلية المسلمين بهم أعظم من بليتهم بالكافرين المجاهرين، ولهذا قال الله تعالي عنهم ” هم العدو فاحذرهم ” ولجرم أفعالهم ليسوا أهلا لأن يستغفر لهم، ولا أن يقام على قبورهم بعد دفنهم، وفي الآخرة هم في الدرك الأسفل من النار، فإنه سوس هذه الأمة الذي ينخر في جسدها ويتربص بها الدوائر فهو أخطر خطر على الأمة من الكفار والمشركين ويكمن خطره أنه يلبس لنا جلود الضأن وقلبه قلب ذئب خبيث الطبع خبيث الصفات إنهم أعدى الأعداء، إنه خطر النفاق والمنافقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى