
بوابتان لسجن بلا جدران
……….
كان رتلنا طويلا
حين نزلنا من حافلة السجناء
حارسان فقط عند البوابة الأولى
غريب ..لايحملان سلاحا
مهذبان ..نظيفان ..مبتسمان
فتح البوابة أحدهما
والآخر رفع القبعة احتراما
وقال تفضل
ياذا البشرة السمراء
دهشتي عقدت لساني
كيف يكون السجن بلا جدران
أين الكاميرات ..ولواقط الصوت
أين السياط
وتقطر الماء فوق تنكة فارغة
مذهولا رحت أبحث عن زنزانتي
بجنون أتساءل
هل تراقبني ذرات الرمال ؟
هل صارت الجدران من هواء ؟
هل أنا في سجن الفضاء ؟
ما سر تلك الأشجار
كلما اقتربت منها
سقطت ثمارها وتلاشت
تتعرى
وترقص عارية
من ذاك الجالس فوق برجه العالي
وبيده صولجان من نار ؟
صرخت عند وصولي البوابة الثانية
أعيدوني لسجني الأول
اريد ان أرى الشمس تخترق خلايا القضبان
أريد أن اكتب اسمي
واسم حبيبتي على الجدران
أريد أن أرى مابداخلي
في عتمة النهار
أريد أن أقبل أظافري
وهي تحفر نفق الخروج
………
توفيق عابدين