
الدكروري يكتب عن رمضان ينطلق بالأمة إلى العالمية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 6 مارس 2024
الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن المعارك وإنتصارات المسلمين في هذا الشهر المبارك، وكان رمضان منطلقا بالأمة إلى العالمية حيث وثب فيه المسلمون وثبتهم الكبرى إلى قلب أوروبا، وقد خرجوا من حدود الجزيرة العربية إلى العالمية.
حيث حملوا رايات التوحيد إلى قلب العالم النصرانى والوثني، وذلك مبكرا جدا عندما فتح المسلمون جزيرة رودوس سنة ثلاثه وخمسين من الهجرة ثم وثب المسلمون أكبر وثباتهم وفتحوا الأندلس فى معركة وادى لكة الشهيرة سنة اثنين وتسعين من الهجرة وأصبح غرب القارة الأوروبية مسلما يتردد الأذان في جنباته، ثم فتح المسلمون جزيرة صقلية سنة مائتان واثنتى عشر من الهجرة عندما قاد القائد الفقيه المحدث أسد بن الفرات جيوش المسلمين لمعركة سهل بلاطة في التاسع من رمضان سنة مائتان واثنتى عشر من الهجرة ليفتح أكبر جزر البحر المتوسط، ويصبح المسلمون على بعد خمسة أميال فقط من إيطاليا حيث مقر النصرانية العالمية، وفى الثامن والعشرين رمضان سنة اثنين وتسعين من الهجرة نشبت معركة شذونة أو وادى لكة.
بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد والقوط بقيادة لذريق، وكان النصر حليف المسلمين، وقد هيأ ذلك النصر أن يدخل الإسلام إلى أسبانيا، التي كانت تسمى بشبه الجزيرة الأيبيرية، وأن تفتح الأندلس وتضم إلى كيان الدولة الإسلامية، وأن تظل دولة مسلمة ثمانية قرون، وتم التقدم فى فتح الأندلس بهذا النوع المتميز من أجناد العقيدة الإسلامية فى أجواء رمضان المعطرة بشذا الإيمان وبندى الإسلام، فبدا ذلك سهلا أمام هذا النوع من الجند، فقد استهانوا بالصعاب وبذلوا النفوس رخيصة من أجل رفع شأن الإسلام وحضارته الحقة، فأمام هذا النوع من الجند كانت التضحيات كثيرة والجهد كبير، والدروب شاقة، والمناخ شديد، والجو غريب، والأرض صخرية عنيفة، وكان مستوى العقيدة أعلى من ذلك وأكبر، فانساب الفاتحون بهذه السرعة.
فبدت لهم كأنها نزهة روحية من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض، وهي سبب راحة المؤمن وفرحته بنصر الله إن عاش، وبجنته إن استشهد، وفي هذا يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة التوبة ” قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين” ولقد نتج عن هذا الفتح المبين أن انطلقت الأمة الإسلامية انطلاقتها الحضارية، ووصل إشعاعها إلى أوروبا المظلمة آنذاك، ثم واصل المسلمون انطلاقهم إلى العالمية لنشر التوحيد بين ربوع المعمورة، وفتح العثمانيون بقيادة سليمان القانونى بلجراد عاصمة الصرب في رمضان سنة تسعمائة وسبعة وعشرون من الهجرة وأصبحت بلجراد مدينة إسلامية، وانتشرت فيها المساجد، حتى بلغ تعدادها مائتين وخمسين مسجدا قام الصرب بإحراقها جميعا بعد سقوط الدولة العثمانية.