الدكرورى يكتب عن محبة الذرية والرحمة بهم بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الثلاثاء الموافق 6 فبراير 2024
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد لقد دعي الإسلام إلي تربية الأولاد تربية صالحه، فاحذر أيها الأب تلك الأمور السيئة، فطهر بيتك ومجتمعك، وطهر مجالسك من السوء، لينشأ الأولاد والبنات على هذه العفة والصيانة والكرامة، ويا أيتها الأم المسلمة، ربي البنات التربية الصالحة، ربيهن على الأخلاق، ربي بناتك تربية صالحة، أعديهن للمستقبل الطيب، وربيهن على الأخلاق والمكارم، وأبعديهن عن السوء والسفور وما لا خير فيه، وحذروا الأولاد والبنات من بعض القنوات الفاجرة الظالمة.
التي تنشر السوء والفساد، وتحارب الأخلاق والفضيلة، وتبعد الأمة عن دينها وعن أخلاق إسلامها، فلنتق الله في أنفسنا، ولنتق الله في أولادنا، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى، وفي الحديث الصحيح الذى رواه الإمام أحمد والنسائي والترمذى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصانِ أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال “صدق الله ورسوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” ثم أخذ فى خطبته صلى الله عليه وسلم، فمحبة الذرية كغيرها من المشتهيات، تارة تكون ممدوحة، وتارة تكون مذمومة.
والأشياء بمآلها وآثارها، فالممدوحة ما تؤول إلى خير، وتفضي إلى نفع، والمذمومة ما تؤول إلى شر، وتفضي إلى ضرر، فمحبة الذرية، والرحمة بهم، والشفقة عليهم مطلوبة، لكن ليس على حساب الدين، وإن محبتهم لا تقتضي إهمال تربيتهم، وإغفال شؤونهم، والسنة مليئة بما يحث على حب الذرية ورحمتهم، كما أنها مليئة بما يجب به إحسان تربيتهم، وتقويم خُلقهم، وإذا تفحصنا أسباب فساد الأبناء اليوم وجدنا أن عامته بسبب الوالدين أو لهم اليد الأطول فيه، فالأبناء ما بين محروم من متع الحياة وضرورياتها، وأخر ربما حصل على حاجته الجسمية فقط وحرم ما عداها لانشغال والديه أو أنانيتهما أو لعدم وعيهما بأهمية دورهما وأثرهما في حياة أبنائهم، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله “كم ممن أشقى ولده، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة.
بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه ففاته انتفاعه بوالده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة” فإن من الأساليب التربوية الخاطئة الممارسة من قبل بعض الوالدين والتي قد تكون ساهمت في سلبية سلوك الأبناء هو الصرامة والشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم إما بضربهم ضربا مبرحا إذا أخطئوا أو بكثرة تقريعهم وتأنيبهم عند كل صغيرة وكبيرة، ويعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة، فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك، أما العنف والصرامة فيزيدان المشكلة تعقيدا، كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط.
ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا، وقد يعلل الكبار قسوتهم على الطفل بأنهم يحاولون دفعه إلى المثالية في دراسته وسلوكه، ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي.