مقال

الحاقة ويوم التلاق

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحاقة ويوم التلاق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر
الحمد لله الذي أنعم وأجزل وتكرم وتفضل، أحمده سبحانه على فضله الآخر والأول وأشكره على عطائه المتقبل، وخيره المتبذل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الآخر والأول، جعل السنين دول والنصر لأوليائه لمن تدبر وتأمل، والذلة والصغار لمن كفر وتنصل والويل لمن تبع خطوات الشيطان وسول، وسوف في التوبة وطول، ذلك وعد الله لمن قرأ وتأصل وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله النبي المبجل والرسول الصادق الممول، طوبى لمن تمسك بسنته التي عليها المعول وحسرة لمن نبذها وتأول صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تمسك بهديه الأكمل وطريقه الأمثل، إلى يوم الجزاء والفصل أما بعد، إن من أسماء يوم القيامة هو يوم الحساب وسمي بيوم الحساب لأن الله سبحانه وتعالي.

يحاسب عباده على كل ما صدر منهم في الحياة الدنيا، وقال الإمام القرطبي في تفسير معنى الحساب أن الله عز وجل يسجل ويحصي ويعدد على الخلق أعمالهم من إحسان أو إساءة ثم يعدد عليهم نعمه التي تقلبوا فيها نعمة الخلق والإيجاد، والرزق والإمداد والإسعاد، والهداية والدين، ثم يقابل بعضها ببعض فما زاد عن الآخر حكم للزائد بحكمه الذي عيّنه له بالخير أو بالشر” وكما أن من أسماء يوم القيامة هو يوم الوعيد أي وقت تحقيق الوعيد الذي ذكره الله تعالى بمحاسبة العبد على ما قدم لله من أعمال، وأيضا يوم الآزفة، وسمي بذلك لقربه، أي اقتراب وقت وقوعه، ويقال في اللغة أزف الرجل أي قرب، وأيضا يوم الجمع وسمي بذلك لأن الله يجمع الخلائق كلها للحساب، والجزاء، وأيضا الحاقة إذ تظهر الأمور والحقائق.

وما أخفي في الصدور يوم القيامة، فتحق وتتنزل بالخلائق، وأيضا القارعة وسميت بذلك لأنها تقرع الناس بما فيها من أحداث، وشدائد، ويوم التلاق وسمي بذلك بسبب التقاء أهل الأرض مع أهل السماء، كما يقابل كل شخص ما قدمه من أعمال في حياته الدنيا ليجازى عليها، وأيضا يوم التناد، إما أن يراد به الفراق والبعد، أو المناداة، والنداء الدال على رفع الصوت، وأيضا يوم الجمع ويوم التغابن وسمي بذلك لما يكون فيه من الخسران والضعف، وما يكون فيه من تمني الأقل منزلة مكان الأعلى منه، وقيل إن يوم القيامة سمي بيوم التغابن لأن الأمور والأشياء تبدو بخلاف طبيعتها وحقيقتها في الحياة الدنيا، ويوم الوعيد واليوم الموعود وسمي بذلك لأن الله يحقق فيه ما وعد به عباده في الدنيا من العذاب الموعود.

والتخصيص بالوعيد والعذاب لتهويل ذلك اليوم، وأيضا اليوم العسير وسمي بذلك لشدة أحداثه، وقوة عذابه على الكافرين، وأيضا يوم الحشر وسمي بيوم الحشر لأنه اليوم الذي تجتمع فيه الناس، وتحشر للحساب والجزاء، اليوم المشهود وسمي بذلك لأن الخلائق تجتمع فيه، ويشهده من في السماء، ومن في الأرض، يوم عبوس قمطرير وصف يوم القيامة بأنه اليوم الذي تعبس وتتجهم فيه وجوه الكافرين لسوء عاقبتهم، والقمطرير وصف لانقباض وجوه الكفار وما بين عيونهم في ذلك اليوم، وأيضا النبأ العظيم وتعني الخبر العظيم الشأن الذي يهتم الناس به وبحدوثه، وأيضا الجاثية ويتضمن هذا الاسم الوصف الذي يكون عليه الناس من الجثو والقعود على الركب في ذلك اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى