أخبار الجامعات

الدكروري يكتب عن الصحابة تجهز جيش العسرة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن غزوات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الغزوات هي غزوة العُسرة أو غزوة تبوك، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحابة على الإنفاق في هذه الغزوة لبعدها، وكثرة المشركين فيها، ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله، فأنفق كل حسب مقدرته، وكان عثمان صاحب القدح المعلى في الإنفاق في هذه الغزوة، فهذا عبد الرحمن بن حباب يحدثنا عن نفقة عثمان حيث قال، شهدت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان فقال يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان، فقال يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله.

ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال يا رسول الله، عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل عن المنبر وهو يقول ” ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه” وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما قال “جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم، جيش العسرة، قال، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم، يقلبها بيده ويقول “ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم ويرددها مرارا” فكان عثمان بن عفان رضى الله عنه أكثر المجاهدين بالمال في الغزوة، وأما عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فقد تصدق بنصف ماله.

وظن أنه سيسبق أبا بكر الصديق رضى الله عنه، بذلك، ويقول عمربن الخطاب عن ذلك الموقف “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت، اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أبقيت لأهلك؟” قلت، مثله، قال، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أبقيت لأهلك؟” قال، أبقيت لهم الله ورسوله، قلت، لا أسابقك إلى شيء أبدا” وقد روى أن عبد الرحمن بن عوف أنفق ألفي درهم وهي نصف أمواله لتجهيز جيش العسرة، وكانت لبعض الصحابة نفقات عظيمة، كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي.

ولقد قدَّم فقراء المسلمين جهدهم من النفقة على استحياء، ولذلك تعرضوا لسخرية وغمز ولمز المنافقين، فقد جاء أبو عقيل بنصف صاع تمر، وجاء آخر بأكثر منه، فلمزوها قائلين، إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رياء، فنزلت الآية الكريمة “الذين يلزمون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم” ولقد حزن الفقراء من المؤمنين، لأنهم لا يملكون نفقة الخروج إلى الجهاد، فهذا عُلبة بن زيد، وهو أحد البكائين صلى من الليل وبكى، وقال اللهم إنك قد أمرت بالجهاد، ورغبت فيه، ولم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في جسد أو عرض، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى