
الدكروري يكتب عن ملك مصر مع نبي الله يوسف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عندما علم الملك بعلم نبي الله يوسف عليه السلام أراد أن يخرجه ويجعله من حضرته، ولكنه أبى ذلك وطلب من رسول الملك الذي أتاه أن يعود إلى الملك ويطلب منه أن يسأل العزيز عن التهم التي وضع على إثرها في السجن كي تظهر براءته أمام الناس جميعا، وعندما سأل الملك عن ذلك أخبرنه أنه تمنع عنهن وأخبرت امرأة العزيز أن الله قد أظهر الحق واعترفت بذنبها، كي يعلم العزيز أنها لم تخنه من دون علمه، فظهرت براءة يوسف عليه السلام أمام الجميع قبل خروجه من السجن وما كان به من الظلم، وعندما ظهر للملك ما كان به من الظلم والعفة وما يمتلكه من العلم والحكمة طلب ان يأتوه به كي يكون من أكابر القوم عنده، وطلب من الملك أن يوليه على خزائن الأرض.
كي يستطيع إخراج الناس من الضيق الذي سيحصل بحسب رؤيا الملك، فهو علم أنه يستطيع ذلك وله من القوة والعلم والأمانة ما يؤهله لذلك، ولهذا طلب بنفسه أن يتولاه فلا حرج في ذلك، وقيل أيضا أن العزيز عندما مات زوجه الملك امرأته وجعله في منصبه فأصبح ذا مكانة وشأن في الأرض، والله تعالى لا ينسى الظلم إذا وقع بالإنسان ويأخذ بحقه حتى ولو بعد سنين، فكيف لقصة يوسف عليه السلام أن تنتهي من دون أن يعيد له حقه لما وقع عليه من الظلم من أخوته، ويلم شمله مرة أخرى بأبيه الصالح عليهما السلام، فعندما كانت سنين القحط كان يوسف عليه السلام الحاكم على الأمور المصرية، فأتى إخوة يوسف يطلبون الطعام منه، فعرفهم على الفور إلا أنه لم يخطر ببالهم أبدا.
أن يكون يوسف قد وصل إلى هذه المكانة العظيمة فلم يعرفوه، وأعطاهم الطعام حمل بعير كما جرت به العادة بإعطاء كل شخص، وسألهم عن أنفسهم فأخبروه أنهم اثنا عشر رجلا ذهب منهم واحد وبقي الآخر عند أبيهم، فطلب منهم أن يأتوه به في العام المقبل فقد تيقنوا من أنه يوفي الكيل لكل شخص ويعدل بين الناس، وهددهم بانهم إن لم يأتوه به فلا كيل لهم عنده، وطلب من فتيانه أن يعيدوا لهم البضاعة بالخفية خوفا من أن لا يكون لديهم ما يعودون به في العام المقبل ليقايضوا به، وعندما عادوا اخبروا أباهم يعقوب عليه السلام، أنه إن لم يبعث معهم أخيهم في العام المقبل فإنه سيمنع الكيل منهم، وعندها وافق يعقوب عليه السلام على خيفة من نفسه أن يبعث أخيهم معهم.
إذ إنه كان يرى فيه ريح يوسف عليه السلام ويعوضه عنه، وقد بعثه أيضا لحاجة أهله إلى الطعام وأن لا قدرة لهم على من الطعام في سنين الجدب والقحط هذه، فأخذ منهم المواثيق والعهود مع علمه أنه لا تنفع المواثيق إن حصل القدر، وقد طلب منهم عليه السلام ان يدخلوا من ابواب متفرقة وكان السبب في هذا أن لا يصابوا بالعين فقد كانوا حسان الشكل، وعندما دخلوا إلى الملك ومعهم أخوهم أخبره أنه أخوه وطلب منه أن يكتم ذلك، وأراد أن يحتال عليهم كي يأخذه منهم، فوضع صواع الملك أي سقايته في رحل أخيه بنيامين واتهمهم بالسرقة وأنه لمن يعيد الصواع حمل بعير آخر، ولكنهم نفوا ذلك.