مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الصفدي ” جزء 4″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الصفدي ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

وكما له اختبار الاختيار وجمعه من كلام الصفدي، تلميذه علي بن الحسين الموصلي، وجعله على خمسة أبواب، وهي الباب الأول في التقاليد والتواقيع، والباب الثاني في الأجوبة الملوكية، والباب الثالث في التهاني والتعازي، والباب الرابع في الإخوانيات، والباب الخامس في خطب الأصدقة، ومن الكتاب نسخة في تشستربيتي وقد سقط منها الباب الخامس، المتعلق بخطب الأصدقة، ومنه أوراق في مكتبة الأسد الوطنية، ومنه نسخة في جامعة استانبول، القسم العربي، ونسخة صداق المولى صلاح الدين موسى بن القاضي محيي الدين يحيى ابن فضل الله العمري، في برنستون، يهودا، وكما له اختيار تضميخ التضمين، ومنه نسخة غير مكتملة في برنستون، مجموعة يهودا، وأما عن كتب الصفدي المفقودة فهو كتاب جر الذيل في أوصاف الخيل، وزهر الخمائل في ذكر الأوائل، وحقيقة المجاز إلى الحجاز، والمقترح في المصطلح، وطراز الألغاز.

وغرة الصبح في اللعب بالرمح، والمثاني والمثالث، والمختار من مجاني الهصر من أدب أهل العصر، وقد جمعه من إملاء أبي حيان الأندلسي، وساجعات الغصن الرطيب في مراثي نجم الدين الخطيب، وحرم المرح في تهذيب لمح الملح، وأما عن المؤلفات التي أخطئ في نسبتها للصفدي، فهي رسالة في علم الموسيقى وهي مطبوعة في القاهرة بتحقيق الدكتورعبد المجيد دياب، والأستاذ غطاس عبد الملك خشبة، وتم تحقيقها بالاعتماد على نسخة واحدة محفوظة في مكتبة برلين العامة ضمن مجموع في الموسيقى، وهي تقع في عشر لوحات متوسطة القطع، ولا تحتوي على صفحة العنوان، وليس فيها ما يدل على أنَّها للصفدي، سوى أن في الصفحة الأخيرة، كتب الناسخ وتمت الرسالة في علم الموسيقى للشيخ الصفدي والناسخ هو محمد النبرستاني، ومن الواضح للقارئ، أن نسبة الكتاب لا تثبت لصلاح الدين الصفدي، بالاعتماد على ما تقدم.

وله أيضا العرف الندي بشرح قصيدة ابن الوردي وقد أشار إليها الكثير من المحققين، وهي مخطوطة في الظاهرية وهي على طرة الكتاب اسم صلاح الدين الصفدي وعنوان الكتاب، إلا أن في الصفحة الأخيرة، قال المؤلف قاله مؤلفه غفر الله له ورضي عنه فرغت منه يوم الجمعة المباركة، خامس شهر ربيع الثاني سنة ثلاثين وألف من الهجرة النبوية، مع العلم أن الصفدي توفي سنة سبعمائة وأربع وستين من الهجرة، ومما يؤكد خطأ نسبة العرف الندي للصفدي، أن من الكتاب نسخة أخرى في صنعاء منسوبة إلى عبد الوهاب الغمري، وأما موضوع الكتاب فهو الفقه الشافعي، وأسلوبه يختلف اختلافا كبيرا عن أسلوب الصفدي في جميع مؤلفاته، وأيضا كتاب المحاورة الصلاحية في الأحاجي الاصطلاحية، وقد أورده بروكلمان مع جملة مؤلفات الصفدي، ونسب إليه أيضا في فهرس مخطوطات الإسكوريال وعند النظر في مقدمة الكتاب.

تبين أنه لتاج الدين ابن الدريهم، وأكد ذلك أن المؤلف أورده في ثبته الذي ذيل به الكتاب، وأيضا قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة، وقد طبع في القاهرة وإنما هو لشهاب الدين الصفدي، ونجد الفلاح في مختصر الصحاح نسبه إليه غير واحد من محققي كتبه، وقد وقع هذا الوهم من خطأ في فهم ما كتبه حاجي خليفة، حيث قال ومن المختصرات منه صحاح الجوهري، كتاب نجد الفلاح كالمختار بحذف الشواهد، ولخليل ابن أيبك الصفدي، وأيضا نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم، والخطأ يكمن في إسقاط الواو التي تسبق لخليل، في سنة سبعمائة وأربع وستين من الهجرة، انتشر الطاعون في البلاد المصرية، وامتد إلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، مما أصاب البلاد الشامية بهذا الوباء، وكان من ضحيته عدد من العلماء، وكان من أبرزهم صلاح الدين الصفدي، حيث توفي بدمشق في ليلة الأحد، عاشر شوال، سنة أربع وستين وسبع مئة، وعمره ثمان وستون سنة، وتم دفنه بمقابر الشهداء المعروفة بالصوفية، المُطلة على الميدان الأخضر، والتي أقيم على أنقاضها بناء الجامعة السورية، والمستشفى الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى