هل نحن جناه أم مجني عليهم ؟

هل نحن جناه أم مجني عليهم ؟
بقلم/ جلال علي عباس المحامي بالمنصوره بالنقض والإدارية العليا.
هل فعلا نحن جناه أم مجني عليهم… الأب الذى كافح منذ تخرجه من الجامعه أو من التعليم المتوسط أو فوق المتوسط أومن قبل ذلك…عمل بجد ونشاط لم يدخر وسعا حتى يبني نفسه بنفسه في وقت وزمن كان الحصول على الجنيه ليس بالهين..سافر وعمل واجتهد وقضى سنين عمره في الغربه
أخذت منه أحلى وأجمل سنين عمره…كان كل هدفه الوحيد كيف يبني بنيانا مرصوصا .. ليكون أسره تعيش في رغد من العيش أولاد أو بنات لايعانون ما عاناه أباهم …حرم نفسه من ملذات كثيره آثر على نفسه أن يمتعهم ويوفرها لهم.
وكذلك من لم يحالفه السفر من الآباء الذين ذاقوا المر هنا داخل أوطانهم كان يعمل بأكثر من وظيفه أو عمل آخر بعد عمله من اجل ما ذكرته آنفا.
أعتقد أنه كلها كام سنه في الغربه أو داخل بلده حتى يوفر لأ بناءه رغد العيش…حرم نفسه من حاجات كثيره كان في أمس الحاجه لها.
بنى شقه( اللبنه الأولى لحياته)
تزوج….أنجب البنات والبنون
وفر لهم كل شىء لم يحرمهم من شىء.
كبروا دخلوا المدارس الخاصة
عاشوا عيشه لم يعشها هو …
دخلوا الجامعه منهم من دخل جامعات خاصه….حتى انهكوه
في وقت كان قد عاد منذ فتره لبلده بعد أن سقط شعره وأبيض وأنحنى ظهره.
عاد على أمل انه خلاص وفر لهم كل ماتمنوه .
عاد ليقضي باق أيامه في راحه
حرم منها لسنوات طوييييييله
عاد وأيقن انهم كبروا وسيحملونه او حتى يكونا ازرعه أو متكأه الذى يتكأ عليه
عاد…عاد…ليعود…نعم ليعود الى
أبناء صاروا رجال.
وليته ماعاد …فعلا ليته ماعاد
ولو اتيحت له الفرصه لرجع من حيث عاااااااد.
كسر كاهله وأنحنى ظهره ولم يرحم منهم ولا من طلباتهم التى لاتنتهي.
سهر طوال الليل وخروج هنا وهناك ونوم طول النهار وهكذا دواليك دواليك حتى الأم لم تزرع فيهم حب العمل أو الإعتماد على النفس…لم تزرع فيهم واجب كل منهم تجاه والده ووالدته وبيته….لم تقم بدورها المهم جدا والمكمل لدور الأب….بل ساعدتهم على ذلك
حتى وصل الامر لبيع النفيس
والاستدانه ومحاولة
البيع ثم البيع من أصول صعب التفريط فيها….بناها بعرقه ودمه وسنين غربته.
علشان كده بكررها هل نحن جناه أم مجني علينا؟
رفعت الجلسه…لحين تداولها
في غرفة المشوره ثم النطق بالحكم.
ولكن أهيب بعدالة المحكمة أن تنظر لنا بعين الرحمة قبل العدل….إن كان مازال موجودا
ونحن في انتظار حكمها الرحيم