مقال

✍️ غزة لا تحتاج دموعكم… بل توبتكم

جريدة الأضواء المصرية

✍️ غزة لا تحتاج دموعكم… بل توبتكم

بقلم: محمود سعيد برغش

كفى خطبًا، كفى هتافًا، كفى شعارات جوفاء!

غزة لا تنتظر منّا دموعًا تُمسح، ولا صرخات تنتهي بانتهاء البث…

غزة تُباد، تُسحق، تُغتال أمام أعيننا، ونحن ما زلنا نُجيد الفرجة، ونتقن التفاعل العاطفي المؤقت!

كل يومٍ يُهدم فيها بيت، يُولد سؤال صادق:

أين أنتم؟

لكن الجواب – كما تعودنا – صمت وخجل، ومزيد من الصور… ومزيد من اللا شيء.

يا من تنتحبون على غزة…

هل سألتم أنفسكم: لماذا لا يُرفع عنها البلاء؟

هل خطر ببالكم أن النصر لا يؤتى لجسدٍ عليل، وأن أمةً غارقة في الذنوب لا يُهدى إليها النصر مهما علت أصواتها؟

نحن لا نحمل سلاحًا، لكننا نحمل أوزارًا.

لا نُحاصر العدو، لكن نحاصر مساجدنا بالهجر، وأبصارنا بالشهوات، وقلوبنا بالغفلة.

غزة لا تحتاج مؤتمرات ولا نشرات طارئة،

غزة تحتاج أمّة راكعة، باكية، نادمة… تعود إلى الله خاشعة، مخلصة، موحدة.

﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُمْ﴾

فهل نصرناه؟ أم خذلناه في كل يومٍ نؤخر فيه توبتنا؟

التحرير لا يبدأ من جبهة قتال، بل من قلبٍ تاب.

من بيت عاد فيه القرآن، من شابٍ أقام الفجر، من فتاة غضّت بصرها، من حاكم خشي الله في شعبه.

غزة لا تحتاجكم غاضبين يومًا، وتافهين بقية العام.

غزة تنتظر أن تتوبوا، أن تستقيموا، أن توقنوا أن الطريق إليها لا يُفتح إلا بمفتاح التوبة.

#توبوا_تُفتح_القدس

#غزة_تنادي

#كفاية_صمت

#الرجوع_إلى_الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى