أشعار وقصائد

إنها الأنثى … فكيف لا نثني عليها؟

هنا نابل بقلم المعز غني

▪︎ رسالة مضمونة الوصول لكل إمرأة على وجه الأرض” إنها الأنثى” ، يحمل في طياته المعنى الروحي والجمالي والإجتماعي لقيمة المرأة ، بأسلوب أدبي راقٍ ، يشمل بعضًا من الاقتباسات التي ذكرتها، مع تعزيزها بسرد تعبيري قوي ومترابط:

إنها الأنثى … فكيف لا نثني عليها؟

إنها الأنثى…

زهرة الحياة ، وماء القلب ، وبهجة الروح هي الفتنة حين تبتسم ، والعذوبة حين تتكلم ، والسكينة حين تضمّ. 

خُلقت من ضلع القلب لا من عظم الجسد ، فكانت أقرب للحنان منها للقوة ، أقرب للرأفة منها للقسوة.

كرّمها الخالق ، ووصى بها النبي ﷺ فهل بعد هذا التكريم من عذر لمن يبخسها قدرها …؟

قال عليه الصلاة والسلام:

“إستوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن خُلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً “.

فما أعظمك يا رسول الله ، وأنت تُنصف من عانت ، وتُعلي من ظُلِمت ، وتُوجّه القلوب نحو أنثى لم تُخلق لتُفهم كما يُفهم الرجال ، بل خُلقت لتُحب وتُصان وتُحتَرم.

الأنثى ليست كائنا عاديا في هذا الكون ، بل هي الوطن حين يُغتال الأمان ، وهي الذاكرة حين يُغادر الجميع.

هي الأم حين يضيق العالم ، والحبيبة حين يتيه القلب ، والأبنة حين تتهالك الأيام ، والأخت حين تشتد العواصف.

” المرأة مثل العشب الناعم ، ينحني أمام النسيم ولا ينكسر أمام العاصفة “، في داخلها من الصبر ما يفوق الجبال ، ومن اللين ما لا يعرفه الحديد. 

هي من تُقمع أحيانًا ، فتتمرد ويجهلها من يظن أن تمردها ضعف ، بينما هو نداء حياة وصوت كرامة.

فلا تقمع الأنثى لأن تمردها قاتل ، ولا تهملها فـ مهما كبرت تبقى كالأطفال ؛ يسعدها السؤال ويبكيها الإهمال.

كم من رجل ظن أن المال طريق لقلبها ، وأن الشهرة بابٌ لحبها فخاب ظنه ! .

فالأنثى لا تهوى الذهب ، بقدر ما تهوى من يحتضنها بكلمة ، ويحتويها باهتمام ، ويعترف بها إنسانًا كاملاً لا تابعًا ناقصًا.

الرجل الذي تفوز به الأنثى ، هو من يكون لها أخًا وصديقًا وسندًا … من يحترم عقلها وكيانها قبل أن يفتن بجمالها.

هي لا تبحث عن من يملكها ، بل عن من يحتويها لا تحتاج من يأمرها بل من يشاورها.

ففي كل إمرأة نضج أنثى ، ونقاء طفلة ، وغموض أنثى ، وصلابة أمّ ، وذكاء قائدة …

في مجتمعاتنا لا تزال الأنثى تُظلم حين تُختزل في إسم أو نسب ، أو يُحكم عليها بكونها أنثى فقط.

يُقال: ” أنثى؟ خيبة …! “، بينما الحقيقة أن ” كل رجلٍ ناجح كان يومًا حلم أنثى”.

ويا لها من خيبة أن يُقاس عقل المرأة بكم أنجبت من الذكور ، لا بكم أخرجت من النور.

“إن عقل المرأة إذا ذبل ومات ، ذبل عقل الأمة كلها ومات “، لأنها نصف المجتمع ، وتربي النصف الآخر .

الأنثى لا تُقاس بجسدها ، بل بعقلها وروحها ، فهي كـ الجيتار، لا تعطي ألحانها إلا لمن يتقن العزف على أوتار قلبها.

هي كـ البحر ، جميلة في مظهرها ، جحيم في غضبه ، غامضة في أعماقها.

ولأنها كذلك ، فإن أقرب طريق لقلبها هو الطفولة التي في داخلها ، فمن جدد طفولتها ، ربح حبها ومن روى حنانها ، أنبتت له عمرًا لا يذبل.

يا أيها الرجل…

قد تكون عيناك نورك ، ويدانك قوتك لكن المرأة الصالحة خير لك من عينيك ويديك.

فلا ترفَع صوتك على من أوصى بها نبيُّك ، ولا تظن أن القوامة تسلّط ، بل هي مسؤولية ورحمة.

فاستوصوا بالنساء خيرًا …

صلوا وسلموا على من قالها وأوصى بها ،  شفيعنا يوم القيامة سيدنا محمد ﷺ الوصف والوحي والرسالة والحكمة.

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى