
في عالم الإعلام، النجاح لا يعتمد فقط على الموهبة والاجتهاد، لكنه أحيانًا يصبح مغناطيسًا لمن يحاولون استغلاله لصالحهم. في بيئة العمل، قد نجد زملاء يبدون ودودين ومقربين، لكن مع الوقت تتكشف نواياهم الحقيقية، حيث لا يسعون للتعاون بل للاستحواذ، ولا للنجاح المشترك بل للمنافسة غير الشريفة.
حينما تكون لديك رؤية وأفكار خاصة، وتعمل بجهد لصنع بصمة مميزة، قد تفاجأ بمن يحاول أن يتعلم منك ليس لإضافة شيء جديد، بل ليقتبس خطواتك ويحاول السير في نفس طريقك دون جهد حقيقي. الأسوأ من ذلك، عندما يتحول التقرب الظاهري إلى وسيلة لتحقيق مصالح شخصية، من خلال استغلال العلاقات والتودد لصناع القرار بهدف إقصاء أصحاب الأفكار الحقيقية والاستيلاء على مجهوداتهم.
في بعض الأماكن، لا يكون الاجتهاد والإبداع وحدهما كافيين للتقدير، بل أحيانًا تتدخل عوامل أخرى لا علاقة لها بالكفاءة، بل تعتمد على أسلوب مختلف تمامًا في كسب الفرص. قد يجد الإنسان الجاد نفسه في بيئة لا تقدر الالتزام والاحترام، بل تعطي الأولوية لمن يجيدون استخدام أساليب أخرى للوصول إلى أهدافهم.
عندما يصبح التركيز على “طريقة التعامل” أكثر من التركيز على العمل، وعندما يجد البعض أن الطريق الأسهل للفت الانتباه ليس بالاجتهاد ولكن بأساليب أخرى، يصبح المكان غير مناسب لمن يؤمنون بأن النجاح يُبنى على الجهد وليس على طرق مختصرة. الأسوأ من ذلك، حين يكون أصحاب القرار أكثر اهتمامًا بالمظاهر والتودد، متجاهلين قيمة العمل الجاد، مما يجعل من الصعب على أي شخص يحترم نفسه أن يستمر في بيئة كهذه.
الرحيل ليس خسارة، بل انتصار للنفس
أحيانًا يكون القرار الأصعب هو الرحيل، لكنه أيضًا القرار الأذكى عندما تتحول بيئة العمل إلى ساحة من الاستغلال والمنافسة غير العادلة. الابتعاد عن الأجواء السامة لا يعني الفشل، بل هو خطوة نحو مساحات أنقى وأوسع، حيث يتم تقدير الإبداع الحقيقي والجهد الصادق. النجاح الحقيقي ليس في البقاء وسط هذه الدوامة، بل في الحفاظ على الكرامة والمبادئ، والاستمرار في الإبداع بعيدًا عن محاولات السرقة الفكرية والانتهازية.
في بعض الأحيان، يكون أفضل قرار هو المغادرة، ليس ضعفًا ولكن حفاظًا على المبادئ. لأن النجاح الحقيقي لا يكون في مجرد التواجد في مكان لا يقدّر القيم الحقيقية، بل في البحث عن بيئة تقدر الاحترام والكفاءة، وليس مجرد القدرة على لفت الانتباه بطرق سطحية. في النهاية، الطريق الذي يبنى على الاحترام والمهنية، هو الذي يستمر، أما الطرق الأخرى، فهي مهما بدت سهلة، لا تدوم طويلًا.
وهكذا اكون اجبت عن تساؤلاتكم شكرا لاهتمامكم واتصالاتكم
اختكم رباب شحاته
@إشارة