مقال

أمر الإسلام بتربية الأطفال

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن أمر الإسلام بتربية الأطفال
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إنه يجب الفصل الكامل بين أداء العمل الضروري وهو الواجب شرعا كالصدق أو عرفا كقضاء حاجات للبيت أو فير ذلك وبين إشتراط الثمن له من أي نوع، أي أنه لا يُقبل من الوالدين أن يقولا لولدهما “اصدق ونعطيك كذا” أما الأعمال التطوعية فلا بأس من أن يظل التشجيع عليها قائما.

ولو في صورة ثمن مشروط مع ضرورة الوفاء بالشرط وذلك كأن يقول الوالدان للولد “إذا حفظت الجزء الفلاني من القرآن نعطيك كذا ” وفي البداية تكون الحلوى أو اللعبة أو فير ذلك هي أداة لتشجيع الطفل على فعل أمر ما أو على تركه ثم يُنتقل به درجة درجة مع مراحل النمو العقلي والنفسي حتى يُنتهي به إلى أعلى درجاته التي هي أعلى درجة للمنهج الإسلامي في التربية وهي الفعل أو الكف عن العمل إبتغاء مرضاة الله بأن نقول للولد “افعل كذا أو لا تفعل كذا لأن الله أمر به أو نهى عنه” وكما إن شعور الطفل بأن العقوبة توقع عليه للإنتقام لا للإصلاح قد يحدث له إنحرافا في نفسه، لذا علينا أن نشعره دوما أننا نعاقبه إن عاقبناه من أجل مصلحته هو أولا وأخيرا، وكما أن العقوبة درجات وهي تبدأ بالكف عن التشجيع.

وتنتهي بالضرب الموجع، ولا ينبغي تخطي ذلك التدرج والبدء بالضرب مباشرة سواء كان خفيفا أو موجعا، وكما أن التهديد بالعقوبة خير من إيقاعها بالفعل، ولا ضرر من عدم تنفيذ العقوبة أحيانا بعد التهديد بها ولكن عدم تنفيذ الوعد الموعود بالمثوبة أمر شديد الخطورة في جميع الأحوال، أي أنه يمكن أن نخوّف ولا نعاقب بعد ذلك، ولكن لا يجوز أن نوعد بشيء ثم لا نوفي بعد ذلك بما وعدنا الطفل به، ولقد أمر الإسلام أمر الأطفال والخدم بعدم إقتحام غرفة نوم الأبوين بغير إستئذان في أوقات النوم المعتادة، قبل صلاة الفجر ووقت القيلولة وبعد صلاة العشاء، خشية أن تقع أعينهم على ما لا يناسب ولو رأوا شيئا عرضا في غير هذه الأوقات فيغتفر، لأنهم من الطوافين الذين يشق منعهم حيث قال تعالى.

” يا آيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ” وكذلك أيضا تحريم الاطلاع في بيوت الآخرين بغير إذنهم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من اطلع في بيت قوم بغير إذن ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص ” رواه أحمد، وكذلك عدم خروج ولا إخراج المطلقة الرجعية من بيتها طيلة وقت العدة مع الإنفاق عليها حيث قال تعالى في سورة الطلاق ” يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى