مقال

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 9″

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع المرأة في زمن الجاهلية والإسلام، فإن صلاح أولادنا هو أن نغرس فيهم منهج نبينا الحبيب صلي الله عليه وسلم في جميع شئون الحياة، وذلك بتعليمهم آداب الصلاة والصوم والاستئذان ودخول البيت والخروج منه، وآداب الطعام والشراب، وإحترام الكبير وتوقيره وغير ذلك من الآداب التي حثتا عليها الشارع الحكيم، فإن الإسلام كرم المرأة تكريما بالغا ورفع من شأنها، ومنحها حقوقا كثيرة من تمليك، وزواج، وتجارة، وميراث وغيرها، ومنحها حقها في الحياة فمنع وأد البنات، وأمر أزواجهم بالمعاشرة الحسنة معهن، وإلى غير ذلك من القوانين التي سنها الإسلام لحفظ حقوق المرأة ولصيانة كرامتها، فهو أول دين أعطى النساء حقوقهن كاملة، ومنحهن مكانتهن في المجتمع كما يستحقن.

 

وإن تقوى الله تعالي هي دعوة الأنبياء، وشعار أولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون، وتقوى الله مفتاح تيسير الأمور وطريق النجاة من النار، وفيل إن المرأة نصف المجتمع، وهي تربي لنا النصف الآخر، فهي المجتمع كله، وقد كرم الإسلام المرأة، ومنحها منزلة ومكانة عظيمة، فأخرج لنا الإسلام من النساء من هن أعظم من كثير من الرجال، ولا بد أن نعلم أن المرأة قسيمة الرجل، وشقيقته في الشريعة، ولقد قدمت المرأة للإسلام خدمة عظيمة، فها هي السيدة خديجة رضي الله عنها أول قلب خفق بالإسلام، وأول من استجاب لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من دعمت رسول الله صلي الله عليه وسلم وواسته بنفسها ومالها، ولذلك لما غارت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.

 

حينما كان يكثر من ذكرها فقال لها صلى الله عليه وسلم ” قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس” وها هي السيدة سمية أم عمار بن ياسر رضي الله عنها، وهي أول شهيدة في الإسلام عذبها أبو جهل هي وزوجها وابنها، فصبرت وتحملت فنالت شرف الشهادة ونالت الجنة، وها هي السيدة أسماء ذات النطاقين رضي الله عنها، تفتدي بنفسها رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم هاجر مع أبيها سرا إلى المدينة فكانت أول فدائية في الإسلام، وأن هناك دراسة قام بها أحد الباحثين في الشريعة الإسلامية لهذا الغرض، والتي تثبت أن المرأة تساوي الرجل في الميراث أو تأخذ أكثر منه في معظم حالات الميراث، وبالاستقراء وقد ظهر أن هناك أربعة حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل.

 

وأن هناك ثماني حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل تماما، كما لو مات ميت عن أب وأم وابن، وأن هناك عشرة حالات أو تزيد ترث المرأة فيها أكثر من الرجل كما لو ماتت عن زوج وأب وأم وابنتان، وأن هناك حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال كما لو ماتت عن زوج وأبو أم وبنت وابن ابن، ولنعلم بأن المرأة ضعيفة وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من منع حق الضعيفين فقال “اللهم إني أخرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة” رواه أحمد، وهذا يمعني أي أضيقه وأحرمه على مَن ظلمهما، وإن النبي صلى الله عليه وسلم يرى بنور الله، أن هذين الضعيفين يضيعان في العائلات الفاسقة، ويُأكل حقهما على مائدة اللئام، في زمن شاعت فيه أخلاق اللئام، ونامت فيه أخلاق الكرام، حيث لا ناصح ينصح.

 

ولا زاجر يزجر، فلا أب صالح، ولا ابن فالح، الأب يُقسم قسمة ضيزى، والابن يأكل ما ليس له، ثم هو يقول قد باء والدي بالذنب وليته يعلم أن الإثم قد تحملاه معا، كالزانية والزاني، ويموت الأب الذي لم يعدل فلا الابن يشكر، ولا البنت تغفر، فالابن فوق الأرض حيا يتمرغ في نعمة ليست له، والأب تحت الأرض ميتا يُحاسب عليه، والبنت المظلومة بين هذا وذاك، تقول “اللهم العن هذا والعن ذاك” وإن هذه كلمة حق ونصيحة ناصح أمين بإذن الله تعالى أوجهها إلى كل راع ومسؤول عن البنات، أن يتقي الله تعالى فيهن ويحرص على تزويجهن متى رغبن في ذلك وأن يطلب لهن الزوج الصالح، وأن يكون قدوة صالحة يقتدي به من هو معه، ومن يأتي بعده بتسهيله للمهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى