مقال

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الأشتر النخعى مالك بن الحارث، وفي الرواية الشيعية، قيل أنه قال عنه الإمام علي بن أبي طالب حين بلغه خبر وفاته “جزى الله مالك خيرا، كان عظيما مهابا، أكبر من الجبل، وأشد من الصخر، والله لقد تزلزلت بموته عالم وأمة، وفرح بموته عالم وأمة، فلمثل مالك فلتبكي البواكي” ويقول ابن أبي الحديد، لو أقسم أحد بأن الله تعالى لم يخلق في العرب والعجم شخصا أشجع من مالك إلا أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام لم يأثم، وقيل انه دفن مالك في قرية الألج وكانت بعيدة عن الفسطاط القديمة انذاك وهي الان مازالت تسمى الالج وهي إحدى احياء المرج بالقاهره، والمرج هي المدخل الشمالي الشرقي لمدينة القاهرة.

 

والمدخل الجنوبي لمحافظة القليوبية، وكان مالك الأشتر ممن حضر من الكوفة إلى المدينة أثناء فتنة مقتل الخليفه الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان ممن له ذكر في أحداثها، وروى ابن سعد والبخاري عن كنانة مولى صفيه أم المؤمنين قال ” كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت ” ردونى لا يفضحنى هذا” وقال الحسن فى حديثه ” ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام ” لكنه لم يشترك في قتله، والروايات تظهر عدم رضاه بذلك، وروى الطبري عن علقمه ” قلت للأشتر، قَد كنت كارها لقتل عثمان بن عفان، فما أخرجك بالبصرة؟ وكذا الحال بالنسبة لمحمد بن أبي بكر الصديق.

 

فجاءت روايات بأنه كان ممن دخل الدار على عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكنها نصت على أنه بعد أن نصحه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذكره كف محمد بن أبى بكر يده ، وانصرف، وقال ابن كثير رحمه الله تعالى، ويروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت حلقه، والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره، وأنه استحيى ورجع حين قال له عثمان لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها، فتذمم من ذلك، وغطى وجهه، ورجع، وجاحف دونه فلم يُفد، وكان أمر الله تعالى قدرا مقدورا، وكان ذلك في الكتاب مسطورا ” وكان الإمام علي رضي الله عنه لم يكن معاديا لعثمان رضي الله عنه، لكن الذي حصل هو أن المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه.

 

انقسموا إلى فئتين، فئة كانت تنادي بالاقتصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه، وكان يقودها أهل الشام بقيادة معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه، فقد جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية، وقالوا ” أنت تنازع عليا؟ أم أنت مثله؟ فقال لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه ؟ فائتوه، فقولوا له، فليدفع إليّ قتلة عثمان، وأسلم له، فأتوا عليا، فكلموه، فلم يدفعهم إليه” وقيل أنه دخل أبو الدرداء وأبو أمامة رضي الله عنهما على معاوية بن أبى سفيان فقالا له يا معاوية علام تقاتل هذا الرجل؟ فو الله إنه لأقدم منك ومن أبيك سلما، وأقرب منك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وأحق بهذا الأمر منك، فقال معاويه لهم أقاتله على دم عثمان، وأنه آوى قتلته ، فاذهبا إليه، فقولا له فليُقدنا من قتلة عثمان، ثم أنا أول من يبايعه من أهل الشام، وإن هناك فئة أخرى ترى أن الوقت ليس مناسبا للاقتصاص، وأن القصاص لا يزيد إلا الشر والفتنة، لأن لهؤلاء القتلة قبائل وأقواما ينتصرون لهم، فلا بد أولا من تأليف القلوب، وجمع الكلمة، وكان يمثل هذا الرأي الخليفة علي بن أبى طالب رضي الله عنه، وقال ابن كثير رحمه الله تعالى، ولما استقر أمر بيعة الإمام علي بن أبى طالب، دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة، رضي الله عنهم، وطلبوا منه إقامة الحدود، والأخذ بدم عثمان، فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان، وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى