الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وكان من بينهن هي أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة بن قيس، بن عبدشمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وقبل العقد على السيدة عائشة رضي الله عنها.
فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، ومن خواصها رضي الله عنها أن سودة بنت زمعة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أود أن أُحشر في زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء، وأنها آثرت بيومها حب النبي صلى الله عليه وسلم تقربا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له، وإيثارا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها، وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، وتوفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل توفيت سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وكما كان من بينهن هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، وهي عائشة بنت أبي بكر الصديق.
عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان التيمي السعدي القرشي، وكانت تكنّى بأم عبد الله، وأمها أم رومان بنت عامر الكنانية، تيمية، قرشية، تزوجها رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين وقيل سبع سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين في المدينة المنورة أول مقدمه في السنة الأولى، فكانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سُئل أي الناس أحب إليك؟ قال صلى الله عليه وسلم “عائشة” قيل فمن الرجال؟ قال صلى الله عليه وسلم “أبوها” كما أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها، وكان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها، كما أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال صلى الله عليه وسلم ” ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويكي ”
فقالت رضي الله عنها أفي هذا استأمر أبويّ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، فاستنّ بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت.وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، فهي التي برأها الله سبحانه وتعالى مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، وتوفي الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم في بيتها وفي يومها، وبين سحرها، ودُفن في بيتها، ثم أن الملك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن يكن هذا من عند الله يمضه” كما أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهم أجمعين، وقال أبو عمر وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين من الهجرة، ودفنت من ليلتها بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة رضي ا