مقال

عشر ذي الحجة… أيامٌ عظيمة لصناعة التغيير في النفس والمجتمع

جريدة الأضواء المصرية

عشر ذي الحجة… أيامٌ عظيمة لصناعة التغيير في النفس والمجتمع

بقلم: أحمد الشبيتي

في زحمة الحياة وتسارع الأحداث، تأتي علينا أيام العشر من ذي الحجة كنفحات ربانية، تذكرنا بالمعاني السامية التي قد تغيب في زحمة الدنيا. إنها أيام ليست كغيرها، شهد الله بفضلها، وأقسم بها في كتابه الكريم:

﴿وَالْفَجْرِ ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2]، ولا يقسم الله إلا بعظيم.

فضل هذه الأيام

روى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:

“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” — يعني العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”.

في هذه الأيام المباركة، تجتمع أمهات العبادات: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج. وهي فرصة ذهبية للرجوع إلى الله، وتجديد النية، والتطهر من ذنوب السنة. الصيام فيها، وخصوصًا يوم عرفة، يكفّر ذنوب سنتين، كما ورد عن النبي ﷺ.

رسالة اجتماعية

لكن الفضل لا يتوقف عند حدود العلاقة بين العبد وربه، بل يتعداه إلى إصلاح المجتمع. فهذه الأيام تزرع فينا قيماً اجتماعية عظيمة، منها:

الرحمة والتكافل: تذكّر الأضحية فيها معاني الإنفاق والعطاء، والتراحم مع الفقراء والمحتاجين.

صلة الأرحام: من أفضل الأعمال في هذه الأيام تقوية الروابط الأسرية، وزيارة الأقارب، ومسامحة المتخاصمين.

إحياء القيم: تعود المجتمعات أقوى عندما يغلب فيها الطيبون، ويشيع فيها الصدق، وتنتشر فيها أخلاق الإسلام قولاً وفعلاً.

دعوة للتغيير

فلنجعل من العشر الأوائل من ذي الحجة نقطة انطلاق جديدة، لا مجرد طقوس عابرة. لنُحيِ فيها الضمير، ونُرمم العلاقات، ونعيد ترتيب أولوياتنا بين عبادة الله وخدمة الناس.

هي أيام قليلة، لكن أثرها يمتد… في القلب، في البيت، وفي المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى