مقال

هنا نابل

جريدة الأضواء المصرية

هنا نابل

 بقلم المعز غني 

 

خواطر فيسبوكية صباحية 

 

 يا ليتني لم أصلها متأخرًا…

 

وصلتُ إلى مرحلةٍ في حياتي تمنيت لو أنني لم أصلها متأخرًا ..

 

مرحلة لا تشبه البدايات، ولا تَعِدُ بالنهايات ، بل تقف بينهما كعتبةٍ غامضة، لا يدري فيها القلب: هل يفرح لأنه نجا ، أم يحزن لأنه أضاع الطريق الطويل في التيه؟

يا ليتني أدركت مبكرًا أن الحياة ليست سباقًا نحو شيء ، بل رحلة نحو الذات.

ويا ليتني فهمت أن الذين يرحلون مبكرًا من حياتك ، هم أولئك الذين أرسلهم الله ليعلّموك درس الفقد ، لا ليبقوا.

 

أدركت متأخرًا أن الإعتذار لا يُقلل من هيبتي ، بل يُعلي من إنسانيتي ، وأن الصمت ليس ضعفًا ، بل حكمة لا يتقنها إلا مَن عرف ضجيج الندم وأدركتُ أنني أضعت سنواتي أبحث عن قبول الآخرين ، بينما كنت غريبًا عن نفسي ، لا أعرف ماذا أريد ولا من أنا.

 

يا ليتني لم أؤجل الحديث مع أمي حين نادتني بصوتها المتعب ، ولم أُخفِ ضيقي حين خذلتني الحياة ، ولم أضحك حين كنت أبكي داخلي فقط كي لا يُقال عني ” ضعيف “.

 

وصلتُ إلى هذه المرحلة ، بعدما إنكسرت مرات ، وإنهرت في صمت ، وضحكت كي لا ينهار مَن حولي ، وكتبت على جدران قلبي مئات الأمنيات المؤجلة ولم تتحقق.

أدركت متأخرًا أن بعض العلاقات ، مهما تمسكت بها مصيرها الذبول ، وأن بعض الوجوه التي أحببناها لم تكن سوى عابري دربٍ وُجدوا ليُكملوا صفحة لا أكثر .

عرفت أن المال لا يشتري الطمأنينة ، وأن الشهرة لا تملأ الفراغ ، وأن التظاهر بالقوة لا ينقذني من ضعفي ، بل يزيدني غرقًا في الزيف.

يا ليتني لم أصلها متأخرًا مرحلة تعلّمت فيها أن السعادة قرار ، لا ظرف وأن السلام الحقيقي ليس في أن يكون كل شيء على ما يرام بل أن أكون بخير ، حتى حين لا يكون شيء كذلك.

مرحلة تعلمت فيها أن أختار معاركي ، أن أتوقف عن شرح نفسي أن أصمت حين لا أُفهم ، وأرحل حين يُساء الظن بي.

أدركت أخيرًا أنني لست مطالبًا بأن أكون كل شيء للجميع ، وأن أبسط الأشياء : كوب قهوة ، نسمة مساء ، صلاة خاشعة ، حضن أمي ، وكتاب صادق … هي الحياة ذاتها.

 

يا ليتني لم أصلها متأخرًا لكن ، الحمد لله أنني وصلت.

فأن تصل ، متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا.

 

وصلت لمرحلة في حياتي وياليتني لم أصلها متأخرا ، عرفت أن معظم الجهود والكلام والأعمال التي قمت بها من أجل الآخرين كانت مضيعة للوقت والجهد ، وأنني لو إستثمرت هذه الموارد من أجل نفسي لكنت أفضل بألف مرة ، ولن يهمني أن تشابهت سعادتي بالأنانية وحُب الذات .

لا أحد يبقى …. ولا شيء يدوم …. عابرون نحن في قطار الزمن …. نمضي دون سير …. ونرحل في صمت …. ويبقى ما قدمناه … !

‏من باب الأدب إستمع للبشر جيداً ، أما من باب الإحتياط فلا تصدق كل ما تسمع … 

 ‏عند الغضب ، يكون كلامك صحيح و أسلوبك خاطئ ، فانتبه ما يقولون !

‏إحدى صلواتك ستكون الأخيرة ، وستودع الدنيا بعدها ، فحافظ عليها ، وأحسن فيها جميعها ، فما تدري أيها ستكون الأخيرة. 

 

.عبارة تختصر الكثير : إحذر أن يشتكيك أحدٌ إلى الله .

‏أخلاقك هي من تجذب الناس إليك، وإن كانوا لا يعرفونك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى