
هل نوال الدجوي أبنة اللواء محمد فؤاد الدجوي؟
✍️ كريم البحيري
ترددت خلال الأيام الماضيه علي خلفية سرقة فيلا #نوال_الدجوي، معلومات عن أنها أبنة اللواء محمد فؤاد الدجوي، الحاكم الإداري لقطاع غزة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، والقاضي العسكري الذي حكم علي سيد قطب الاخواني المتورط في انشاء التنظيم المسلح للجماعة.
إليك الحقيقه عزيزي القاريء …
من هي نوال الدجوي؟
وُلدت نوال الدجوي في القاهرة لعائلة تهتم بالتعليم والثقافة. والدها، عثمان صالح الدجوي، كان أستاذًا للفلسفة وعلم النفس، وعمل مديرًا لمدرسة فؤاد الأول ووكيلًا أول لوزارة المعارف. تأثرت نوال بشخصية والدها الذي غرس فيها قيم التفكير النقدي، الطموح، وحب الوطن. و أرملة المرحوم اللواء وجيه الدجوي، وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية سابقا، وابنة ووالدتها هي المرحومة دولت العطار.
حصلت نوال على بكالوريوس الآداب، وتأثرت بشدة بأستاذتها نازلي الحكيم، مديرة مدرستها الثانوية، التي علمتها أسس القيادة وتنبأت لها بمستقبل مشرق. أظهرت نوال منذ صغرها شغفًا بالتعليم ورغبة في إحداث تغيير في النظام التربوي. مسيرتها المهنية
في عام 1958، أسست نوال الدجوي أول مدرسة لغات مصرية خاصة في القاهرة، في سن الـ21 عامًا، في خطوة رائدة تحدت هيمنة المدارس الأجنبية على التعليم الخاص آنذاك.
تطورت هذه المدرسة لتصبح نواة لمدارس “دار التربية”، التي أصبحت واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في مصر. ركزت نوال على تقديم تعليم لغات عالي الجودة، مع التركيز على تنمية مهارات الطلاب وتطوير شخصياتهم.
جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)
في عام 1996، حققت نوال إنجازًا كبيرًا بتأسيس جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، إحدى أوائل الجامعات الخاصة في مصر. عقدت الجامعة شراكات مع جامعات بريطانية مرموقة مثل جامعة جرينتش وجامعة بيدفوردشير، مما مكّن الطلاب من الحصول على شهادات معتمدة دوليًا دون السفر للخارج.
حرصت نوال على تصميم الجامعة بمعايير عالمية، سواء من حيث البنية التحتية أو النظام الأكاديمي، مما جعلها نموذجًا للتعليم العالي الخاص.
إلى جانب عملها في التعليم، شاركت نوال الدجوي في أنشطة خيرية واجتماعية. دعمت جمعية رعاية أطفال السجينات، حيث تبرعت بمبلغ 41 ألف جنيه لحملة “سجينات الفقر” لإطلاق سراح السجينات وأطفالهن.
كما قدمت تبرعات شهرية تشمل المواد الغذائية للأطفال في السجون. تؤمن نوال بأهمية العمل الأهلي لدعم الدولة، وتعكس أنشطتها التزامها بخدمة المجتمع.
نظمت نوال فعاليات ثقافية وفنية كبرى في دار الأوبرا المصرية لعرض مواهب طلابها، بحضور شخصيات بارزة مثل رؤساء ووزراء، مما ساهم في تعزيز مكانة مؤسساتها كمنصات لاكتشاف المواهب.
الجوائز والتكريمات
حصلت نوال الدجوي على العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماتها في التعليم، منها:
دكتوراه فخرية في التربية من كلية ميسوري فالي، الولايات المتحدة، عام 1999.
دكتوراه فخرية من جامعة جرينتش، المملكة المتحدة، عام 2006، لدورها في تطوير التعليم المصري.
تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019، كإحدى النماذج النسائية المشرفة في مصر.
درجة الأستاذية الفخرية من جامعة ميدل سيكس البريطانية، لالتزامها بمعايير الجودة العالمية.
حياتها الشخصية
نوال هي ابنة عثمان صالح الدجوي، وزوجة اللواء وجيه الدجوي، رئيس هيئة الرقابة الإدارية سابقًا. اشتهرت بطموحها وإصرارها، وكانت مصدر إلهام للعديد من طلابها. وصفتها الفنانة دنيا سمير غانم، إحدى خريجات دار التربية وجامعة MSA، بـ”الأم الثانية”، مشيرة إلى تأثيرها العميق كمربية وأستاذة.
وهي أم د. شريف الدجوي، أستاذ أمراض القلب بالقصر العيني (توفي عام 2015) والدكتورة منى الدجوي (توفت عام 2025) ، و كانت نائب رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب
من هو اللواء محمد فؤاد الدجوي ؟
اللواء محمد فؤاد الدجوي، هو ضابط مصري، ولد في مصر خلال بدايات القرن العشرين، وانخرط في السلك العسكري باكرا، حيث تدرج في الرتب العسكرية داخل الجيش المصري حتى وصل إلى رتبة لواء، وقد برز اسمه في صفوف الضباط المعروفين بقدراتهم الإدارية والتنظيمية، مما أهله لتولي مهام استراتيجية في مراحل مختلفة من تاريخ القوات المسلحة المصرية.
وكان من أبرز المناصب التي تولاها هو تعيينه حاكما إداريا لقطاع غزة، وهي مهمة بالغة الحساسية سياسيًا وعسكريا نظرا لموقع غزة الجغرافي والصراع العربي الإسرائيلي في تلك الفترة.
تفاصيل استسلام فؤاد الدجوي في غزة
خلال العـ دوان الثلاثي على مصر في 14 نوفمبر 1956، وقعت غزة تحت الاحتلال الإسـ رائيلي بعد انسحاب القوات المصرية، حيث كان اللواء فؤاد الدجوي يشغل منصب الحاكم الإداري للقطاع حينها، وقد أُجبر على تسليم نفسه للقوات الإسرائيلية، وهي خطوة أثارت جدل واسع لاحقا، ظهر الدجوي لاحقا في مقاطع مصورة بثها الإعلام الإسـ رائيلي، حيث أثنى بشكل لافت على “مروءة” الجيش الإسـ رائيلي، مشيرا إلى نقل زوجته إلى مستشفى في تل أبيب لإجراء عملية جراحية.
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، بل أثارت استهجان الشارع المصري ووصفت بأنها إساءة مباشرة لكرامة الجيش المصري.
عودة فؤاد الدجوي الى مصر
بعد عودته من الأسر توقع الكثيرون أن يخضع فؤاد الدجوي للمحاسبة والمحاكمة العسكرية، كما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات الحساسة، غير أن المفاجأة كانت في أنه لم يتعرض لأي محاسبة تذكر، بل تم ترقيته وتعيينه لاحقا في مواقع قيادية، من أبرزها رئاسة محكمة أمن الدولة العليا، رغم عدم امتلاكه خلفية قانونية أكاديمية.
وفي عام 1962، رقي إلى رتبة فريق أول، الأمر الذي زاد من حدة الجدل حول مسيرته وقرارات النظام في ذلك الوقت بشأن تصعيد بعض الشخصيات دون اعتبارات الكفاءة القضائية أو التاريخ العسكري المشرف.
دور فؤاد الدجوي في محاكمة سيد قطب
ترأس الفريق فؤاد الدجوي في عام 1965، محكمة أمن الدولة العليا التي نظرت في واحدة من أكثر القضايا حساسية في تاريخ مصر، وهي قضية “تنظيم 1965” التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والتي اتهمت بمحاولة قلب نظام الحكم.
وقد أصدر الدجوي أحكامًا بالإعدام بحق عدد من قيادات الجماعة، على رأسهم سيد قطب، وقد أثارت هذه المحاكمة اهتمام دولي واسع، خاصة أن الدجوي لم يكن قاضيا محترفا من حيث التكوين الأكاديمي، ما فتح الباب لاتهامات بتسييس القضاء واستخدام المحاكم كأداة لقمع المعارضين السياسيين في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
17مايو 1966 محاكمة سيد قطب
انتهت الدائرة الأولى بمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، من محاكمة المتهمتين، زينب الغزالى وحميدة قطب، فى قضية «قيادة التنظيم السرى الإرهابى للإخوان»، والمتهم الأول فيها سيد قطب، يوم 17 مايو، مثل هذا اليوم، 1966، بعد بداية مناقشتهما والاستماع إلى الدفاع عنهما يوم 16 مايو، ثم مرافعة النيابة يوم 17 مايو، وفقا لـ«الأهرام» و«الأخبار» يوم 18 مايو 1966، وأعلن رئيس المحكمة «إقفال الجلسة للمداولة على القرارات» فى قضية هذا التنظيم.
فى مناقشة «الدجوى» لزينب الغزالى كشفت عن دورها الخطير فى تمويل التنظيم، وقيامها بحلقة الوصل بين التنظيم وسيد قطب ومرشد الجماعة حسن الهضيبى.. «راجع، ذات يوم، 16 مايو 2021».
كما كشفت عن اجتماعات فى بيتها، حيث سألها: «ألم يجتمع عبدالفتاح الشريف «أحد قادة التنظيم» عندك مع ناس تانيين؟.. أجابت: «أنا كنت مريضة، وجه لزيارتى، و«عبدالعزيز على» و«فريد عبدالخالق»، وكنت بتمرن مع الحكيمة على المشى فدخلوا، وبعدين دخلت أعمل تدليك وخرجت، وبعدين مشيوا، وكنت فاكرة إنهم جايين لزيارتى».
سألها: «حميدة مطلبتش منك حاجة خاصة بالتنظيم؟.. أجابت: أنا اللى طلبت منها لأن عبدالفتاح قال لى فيه جماعة من الشباب عاوزين نبتدى معهم الدراسة، ومحتارين يدرسوا إيه وعاوزين رأى سيد قطب، بلغت حميدة وجابت لى مذكرات.. سألها: حميدة تعرف حاجة عن التمويل؟..أجابت: قبل الحركة الأخيرة أعطيتها الفلوس عشان تحتفظ بها.. لكن هى قالت ترميهم عند فاطمة«..»، ودى أخت مسلمة، سألها: تعرفى واحدة اسمها غادة؟ أجابت: برضه أخت مسلمة، سألها: أنت كونتِ أسرة مع حميدة؟ أجابت: أيوة ومعانا فاطمة وغادة.. وعلية الهضيبى.
سألها: «لما حميدة جت لك، وقالت لك إن سيد بيأمر الإخوان يخلوا كل حاجة زى ما هى.. يعنى إيه؟.. أجابت: مفيهاش حاجة.. سألها: أنت قلتِ، إنك فهمتى إن سيد بيأمر الإخوان يعملوا ضد الحكومة، وإنك قلتِ لعلى عشماوى الكلام ده فى نفس الليلة هو جالك، وكان معاه..؟ ردت: «يحيى حسين» جوز غادة.. سألها: أنت قلتِ بعد القبض على سيد قطب، حميدة قابلت على، وقالت له إن سيد بيقول إن «هواش» يحل محله فى رئاسة التنظيم.. أجابت: لم تحدث هذه المقابلة أمامى..رد رئيس المحكمة: أنت كنت متصلة بالتنظيم، ولك اتصال بثلاث حلقات، بين الإخوان والسعودية، وبينهم وبين المرشد، وبينهم وبين سيد قطب.. ردت: أيوة.. سألها: الفلوس اللى جت من برة ليه؟.. أجابت: للصرف على أسر المسجونين.. سألها: أنت اتكلفتِ بحاجة لتوصيلها لسيد قطب خاصة بالضربة المسددة فى أوسع مدى.. أجابت: لا.
سألها:على عشماوى قال إن زينب قالت إن سيد قال لى إن الضربة لازم تكون مشددة وفى أوسع مدى.. أجابت: كذب.. كذب.. رد: طيب لما نشوف سيد قال إيه.. ردت: حاشا أن يكون كاذبا.. رد: طيب نشوف قال إيه.. قال: قلت لحميدة تقول لزينب لتقول لعلى عشماوى عن توجيه ضربة شاملة.. ردت: يمكن قال.. لكن أنا معرفش.. قال لها رئيس المحكمة: وعشماوى قال إنه فى يوم 19 أغسطس، قالت لى حميدة، وفى حضور زينب وفى منزلها، إن هواش يرى إن عملية الاغتيال، يجب أن تشمل الريس والمشير وعلى صبرى وزكريا محيى الدين.. ردت: كاذب.. سألها: هل أخذ منك على عشماوى نقود؟..أجابت: أيوة أخذ منى ألف جنيه يوم 15 أغسطس 1965 ومعرفش ليه».
بدأ رئيس المحكمة فى مناقشة حميدة قطب، بسؤالها عن معرفتها بزينب الغزالى؟.. أجابت: حوالى 1961 أو 1962، وأنها نقلت رغبة الإخوان فى التجميع إلى سيد قطب فى السجن، فطلب منها أن تعطيهم خواطره التى كان يكتبها، ومسودات فصول «معالم فى الطريق»..
سألها: هل نقلتِ لسيد استفسارا من على عشماوى جالك عن طريق زينب؟.. أجابت: أيوة، هم سألوا نعمل إيه بعد الاعتقالات التى بدأت، فقال، قولى لهم، يوقفوا كل حاجة.. وبعدين قال: يعملوا اللى اتفقنا عليه..
سألها: قلتِ إنك فهمتى إن ده أمر من سيد ليقوموا بحركة الاغتيالات.
سألها من واقع أقوالها عن رسالته إليها وقت اعتقاله.. أجابت: هو قال إذًا اعتقل «هواش» يحل مكانه، واتصلت بهواش مرتين.. والمرة التانية كانت فى كازينو الحمام.. وبعدين أنا قابلت على عشماوى فى منزل زينب وكان مضطربا، قلت له: فيه حاجة جديدة، فقال: لازم نأخذ عنصر المبادأة عشان نكون مهاجمين على مدافعين.. سألها: قلتِ: «وقلت لعشماوى إن هواش بيقول، إن النظام لا يضيع بضياع فرد، فقال، أيوة احنا عارفين.. فقلتِ له «مين».. فقال: «الريس والمشير وعلى صبرى وزكريا محيى الدين».. وده موضوع احنا خلصنا منه..ردت: أيوة..
سألها: كان فيه عندك فلوس وعرضتيها على التنظيم؟..أجابت: أيوة، كان عندى 800 جنيه، وأنا عرضتهم على الحاجة زينب..
سألها: «كنتِ عارفة إن التنظيم هيعمل اغتيالات: أجابت: لا..إلا بعد ما على عشماوى قال لى».
وبدأ الدفاع مرافعته ثم النيابة.
كانت الساعة العاشرة صباح يوم 9 مايو، مثل هذا اليوم 1966، حين بدأت الدائرة الأولى بمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، جلستها للاستماع إلى مرافعة النيابة فى قضية «قيادة تنظيم الإخوان الإرهابى»، والمتهم الأول فيها سيد قطب، وذلك بعد أن انتهت المحكمة قبل أيام من الاستماع إلى مرافعات الدفاع عن المتهمين، حسبما جاء فى جريدتى «الأخبار» و«الأهرام» يوم 10 مايو 1966.
على مدى أربع ساعات، قدم سمير ناجى وكيل أول نيابة أمن الدولة العليا مرافعته، ووفقا لجريدة«الأخبار»:«كان سيد قطب يستمع إلى المرافعة فى ذهول، وكان باقى المتهمين فى وجوم تام.. بدأ «ناجى» مرافعته
بالقول:«إن الماثلين أمامكم لا يصح أن يسموا إخوانا ولا أن يسموا مسلمين.. إن مصر تستصرخكم أن تسموهم ما شئتم، إلا أن يكونوا إخوانا مسلمين، هم الآثمون فى حق البشرية، فكيف لهم أن يتخذوا من أسمى معانيها اسما وشعارا، هم المعتدون على الإسلام، المخربون فيه، الذين أحلوا دم المسلمين، وأهدروا دم المؤمنين، فكيف يتصفون به، أليسوا هم المكفرين لجميع المسلمين ماعداهم، أليسوا هم القائلين باستحلال قتال الأطفال والنساء ما داموا ليسوا من مذهبهم، إن المرحوم أحمد أمين يقول فى كتابه «فجر الإسلام» عن الخوارج:«نذكر أن من أشهر فرقهم الأزارقة أتباع نافع بن الأزرق، وقد كفر جميع المسلمين ماعداهم، ودارهم دار حرب، واستحل الغدر بمن خالفه، وكفر الذين لا يحاربون عنه، وهذا هو ما قاله قطبهم الأغر فى «معالم فى الطريق»: نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم وتقاليدهم، وثقافتهم، يقول فى صفحة 33: لا بد لنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلى، وبلغ به الفجر مداه حتى جدد دعوة الأزارقة فى التنكر لأهلهم وذويهم ولأوطانهم، ما دام الأهل ليسوا فى ملعبهم، وليس لهم فى رقعة الوطن سيادة».
أضاف «ناجى»:«تلك مقارنة عقدناها بين قوم مذهب «الخوارج الأزارقة»، كما ورد فى كتب التاريخ الصادقة، وبين مذهب الأزارقة المتأخرين كما ورد فى دستور قطبهم الأغر، فإن كان نافع بن الأزرق قد كفر جميع المسلمين ماعداهم، ورتب على ذلك ما رتب، فقد تمثل كل ذلك فى القطب الأغر وسار على هديه، ولكن الخوارج لم يكونوا عملاء مثل هؤلاء».
ذكر«ناجى» أنه فى عام 1960 صدر قانون رقم 176 بعودتهم إلى سابق عملهم، «المتهمون فى قضية محاولة اغتيال جمال عبدالناصر عام 1954»، أضاف:«لكن شتان بين قلبين، قلب كبير أضاء النور جوانبه، وقلب امتلأ بالكره حتى طفح منه قبح متغول».
استشهد «ناجى» بما ذكره عبدالفتاح الشريف، أحد قيادات التنظيم، قائلا:«يقول كل اجتماع بيننا كإخوان فى التنظيم يدور فيه مثل هذه الأبحاث عن الاغتيالات وقلب نظام الحكم، ولم يكن فيه ثمة خلاف إلا على خطة العمل، وتعددت الأحزاب، فكان عبدالفتاح الشريف ينطلق فى ركبه عبدالمجيد الشاذلى وعباس السيسى ومجدى متولى، وكان عبدالفتاح إسماعيل ينطلق فى ركبه فتحى رفاعى وصبرى عرفة، وكان هناك على عشماوى وفى ركابه أحمد عبدالمجيد وأمين شاهين، وفى قبة ظلمتهم الحالكة انطلقوا، كل يبحث عن الأتباع، والتقى «الشريف» بعبدالفتاح إسماعيل فى تنظيمه المسلح، لقد بسط أمامكم الشريف كيف التقى التنظيمان، وانتخب هو وعبدالفتاح إسماعيل ومجدى متولى إدارة التنظيم الجديد، وسارت الأيام، فإذا بالتنظيم يكتنز كل ما يحصل عليه من ذخيرة.
وتناول سمير ناجى، الشق القانونى فى الدعوى، وقال: إن القانون فرض عقابا على الشروع فى قلب نظام الحكم، وعلى المحاولة، وأن المحاولة هى الأفعال الدائمة على الجريمة التى تسبق الشروع، ورتب عليها القانون العقاب، والقضية التى أمامنا هى صورة مثالية للمحاولة، وقال: إن المتهمين توافقوا واتفقوا على قلب نظام الحكم، وفكروا ودبروا اغتيال رئيس الجمهورية والقائمين على الحكم وتخريب المنشآت بالذخائر والمفرقعات، وصدرت أوامر قياداتهم بالتنفيذ الفعلى، لكن تساقطهم فى أيدى رجال الأمن هو الذى حال دون ذلك.
أضاف ناجى:«سمعنا منهم من يتصايح بأنه يريد أن يحاكم بكتاب الله لا بقانون وضعى، فليكن: «إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق»، «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أويصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم»، فباسم الله وبحق كتاب الله، وباسم القانون، نطلب القصاص، وأى قانون يطالبون المحاكمة به سينالون منه القصاص، وقررت المحكمة استئناف جلستها فى اليوم التالى لاستكمال المرافعة