مقال

الريبة والشك وعدم اليقين في العلاقات العربية العراقية..!!

جريدة الأضواء المصرية

الريبة والشك وعدم اليقين في العلاقات العربية العراقية..!!

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

رسمت النخب العربية ”السياسية، والإعلامية، والأكاديمية، والمرجعيات الدينية“ عراق ما بعد 2003، بصورة قاتمة، وقرأوها قراءة مذهبية، وجيشوها أعلاميآ، وحملوها مجاناً، واثاروا من خلالها غرائز الحقد وسوء الظن والعداوة والانتقام، وأبعدوا الحشود العربية عن محاكمتها محاكمة عقلية صحيحة، مما تسبب بنقمة عربية ضد العراقيين، فسخطوا عليهم، وحملوهم المكاره والمشاق، وألحوا عليهم كثيراً بالبأس والضر والإنكار، وفرضوا على الشعب العراقي وقائع أمنية وأقتصادية وأجتماعية على غير قياس حضارة وادي الرافدين، وطبقوا على القسم الشيعي من الشعب العراقي القوانين الطائفية العنيفة، وبعبارة اكثر دقة، أعدموا العراقيين على مشانق التاريخ، وقطعوا أنفاس بغداد على مشارف الفتن القادمة من الجزيرة العربية، وبطون الشام، والمغرب، فقلبوا أصل الحقيقة، وشرعوا الباطل، وجرموا الحق، وأوقدوا نار الحرب الأهلية بين الأمة العراقية بعناوين تاريخية تدور أحداثها حول ”أمومة عائشة وأسلام معاوية وحق علي“

القطيعة والعزلة وعدم القبول والممانعة العربية في المشاركة بالأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحصل في العراق، تمثلت في رعب وخوف وهاجس الأنظمة العربية من فكرة العراق الجديد، وحكم الشيعة، والديمقراطية والانتخابات، في الوقت الذي مارسوا فيها العرب ديمقراطيتهم الوحيدة في التاريخ، عندما انتخبوا من كل قبيله رجل لقتل نبيهم، لمعالجة مشاكلهم الاجتماعية والنفسية واكتئابهم المزمن المتعلق بالزعامة والمال والغلمان والسلطة.

واقع العراق بعد 2003 عكس الواقع الحقيقي للدول العربية ”شعوباً وأنظمة“ بأعتباره حالة طارئة وقعت خارج الإرادة العربية، ونقطة التحول التي أبعدت العراق عن الصف العربي هي «نوع الحكم والتقارب مع طهران» ومن المؤكدات التي لايجوز فيها الحذف هي؛ التمكين الإعلامي لأذهان السامعين والمتابعين العرب، ومالحقها من تقارير وأستطلاعات، حول صفوية الحكومات العراقية الجديدة، وفارسية الاغلبية من الشعب العراقي، بالإضافة لأنجرار الدول العربية خلف الاملاءات الغربية، لمعادات العراق، وتقزيمه وتأزيمه وتفتيته، فألقوه في هوة العزلة، وبئر القطيعة، ولفحوه بنار الطائفية وسطوة الإرهاب، ومثلما أصبح يوسف عزيز مصر، سيصبح العراق رغم أنوفهم عزيز العرب.

وبكيف الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى