مقال

مراعاة كرامة الإنسان والحفاظ على حريته وحقوقه

جريدة الأضواء المصرية

مراعاة كرامة الإنسان والحفاظ على حريته وحقوقه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي تفرد بجلال ملكوته، وتوحد بجمال جبروته وتعزز بعلو أحديته، وتقدس بسمو صمديته، وتكبر في ذاته عن مضارعة كل نظير، وتنزه في صفائه عن كل تناه وقصور، له الصفات المختصة بحقه، والآيات الناطقة بأنه غير مشبه بخلقه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، شهادة موقن بتوحيده، مستجير بحسن تأييده، يا واحد في ملكه أنت الأحد ولقد علمت بأنك الفرد الصمد، لا أنت مولود ولست بوالد كلا ولا لك في الورى كفوا أحد، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، هذا النبي محمد خير الورى ونبيهم وبه تشرف آدم، وله البها وله الحياء بوجهه كل الغنى من نوره يتقسم، يا فوز من صلى عليه فانه في جنة المأوى غدا يتنعم، صلى عليه الله جل جلاله. 

ما راح حاد باسمه يترنم، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين، ثم أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الكثير عن الهجرة النبوية المشرفة، وإن هذه الإلماحة إلى درس الهجرة في التضحية والبذل والفداء، ومراعاة كرامة الإنسان والحفاظ على حريته وحقوقه، يجر إلى تذكر أحوال إخواننا في العقيدة في بقاع شتى من العالم حيث حلت بهم مصائب وبلايا، ونكبات ورزايا، سائلوا أرض النبوات ومهد الحضارات ومنطلق الرسالات وبلاد المعجزات، فلسطين المجاهدة ماذا تعاني من صلف يهودي سافر، ومن حقد صهيوني أرعن؟ وفي مجال تربية الشباب والمرأة، وميدان البيت والأسرة يبرز الأثر العظيم في حدث الهجرة المصطفوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم. 

ففي موقف عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما في خدمة ونصرة صاحب الهجرة عليه الصلاة والسلام ما يجلي أثر الشباب في الدعوة، ودورهم في الأمة ونصرة الدين والملة، أين هذا مما ينادي به بعض المحسوبين على فكر الأمة وثقافتها من تخدير الشباب بالشهوات، وجعلهم فريسة لمهازل القنوات وشبكات المعلومات، في الوقت الذي يعدون فيه للإضطلاع بأغلى المهمات في الحفاظ على الدين والقيم، والثبات على الأخلاق والمبادئ، أمام المتغيرات المتسارعة، ودعاوى العولمة المفضوحة؟ وفي موقف أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، ورضي الله عن آل أبي بكر وأرضاهم ما يجلي دور المرأة المسلمة في خدمتها لدينها ودعوتها فأين هذا من دعاة المدنية المأفونة، الذين أجلبوا على المرأة بخيلهم ورجلهم، زاعمين زورا وبهتانا أن تمسك المرأة بثوابتها وقيمها. 

وإعتزازها بحجابها وعفافها تقييد لحريتها وفقد لشخصيتها، وبئس ما زعموا؟ فخرجت من البيت تبحث عن سعادة موهومة وتقدمية مزعومة، لتظنها في الأسواق والشوارع والملاهي والمصانع، فرجعت مسلوبة الشرف، مدنسة العرض، مغتصبة الحقوق، عديمة الحياء، مؤودة الغيرة، وتلك صورة من صور إنسانيات العصر المزعومة وحريته المأفونة ومدنيته المدعاة، ألا فليعلم ذلك اللاهثون واللاهثات وراء السراب الخادع، والسائرون خلف الأوهام الكاذبة، فاللهم يا سامعا لكل شكوى ويا كاشفا لكل بلوى، فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، وأقضي الدين عن المدينين، وأشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم يا حي يا قيوم اغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النا

ر مصيرنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى