مقال

البرواز قبل اللوحة

جريدة الأضواء المصرية

البرواز قبل اللوحة

محمود سعيد برغش 

في عالم الفن، لا يسبق الإطارُ اللوحة.

فالبرواز، مهما بلغ جماله ورقيّه، لا يصنع فنًا بمفرده. إنه تابع، مُكمّل، لا يملك أن يفرض نفسه على فراغٍ لم تُسكب عليه ألوان القلب.

لكننا – في واقعنا – نختار البرواز قبل أن نرسم اللوحة.

نهتم كثيرًا بالشكل والمظهر، قبل أن نمنح المضمون حقّه. نبني الأحلام على زينة السطح، ونتجاهل العمق الذي يمنح الحياة معناها.

نخطط للأعراس ببذخ، ولا نفكر كيف نبني بيتًا عامرًا بالود.

نلهث خلف ألقاب، وننسى أن القيم هي التي ترفع الإنسان، لا المسمّيات.

نعيش لأجل الصورة، لا التجربة. نزيّن جدراننا بالشهادات، وأرواحنا خاوية من التعلم الحقيقي.

في الحقيقة، لا عيب في أن تختار بروازًا جميلًا…

لكن لا تسبق به لوحتك.

ارسم نفسك أولًا… بلونك، بألمك، بأملك، ثم ابحث عمّا يليق بك.

فالصدق لا يحتاج زينة، والمعنى لا يُصاغ بالذهب، بل بالنبض الذي يسكنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى