مقال

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

جريدة الأضواء المصرية

لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على الهادي المختار الأمين، هادي البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين، صلاة تنحلّ بها العقد، وتنفرج بها الهموم ونهتدي بها لسبيل الرشد والخلاص في الحياة الدنيا والآخرة، وعلى من تبعه من الأخيار إلى يوم الدين، أما بعد إن من دلائل محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم ومظاهر تعظيمه هو تقديم النبي صلى الله عليه وسلم على كل أحد، فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ” وكما قال سبحانه ” قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين” فعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم.

أن لايقدم عليه أشيء مهما كان شأنه، وكما ينبغي علينا جميعا أيها المسلمون سلوك الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحقق ذلك بالثناء عليه والصلاة والسلام عليه لقوله تعالى “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” وأيضا التأدب عند ذكره بأن لا يذكره مجرد الاسم بل مقرونا بالنبوة أو الرسالة كما قال الله تعالى “لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا” وقال سعيد بن جبير ومجاهد بأن المعنى قولوا يا رسول الله في رفق ولين، ولا تقولوا يا محمد بتجهم، وقال قتادة أمرهم أن يشرفوه ويفخموه، وأيضا الأدب في مسجده وكذلك عند قبره صلى الله عليه وسلم وترك اللغط ورفع الصوت، وتوقير حديثه والتأدب عند سماعه وعند دراسته كما كان يفعل سلف الأمة وعلماءها في إجلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان الإمام مالك إذا أراد أن يجلس أي للتحديث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه وتطيّب ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال أوقّر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع” وكما أن من سلوك الأدب مع رسول الله هو تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وهذا من أصول الإيمان وركائزه ومن الشواهد في هذا الباب ما ناله أبو بكر من لقب الصديق فعن عروة رضي الله عنه، عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ” لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فإرتد ناس، فمن كان آمنوا به وصدقوه وسمعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه.

فقالوا هل لك إلى صاحبك، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال أو قال ذلك؟قالوا نعم، قال لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح، قال نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق” ومن سلوك الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إتباعه وطاعته والإهتداء بهديه، فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي المثال الحي والصادق لمحبته ولهذا قال تعالى ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” والإقتداء به صلى الله عليه وسلم من أكبر العلامات على حبه، حيث قال الله تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر ال

له كثيرا”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى