
الدكروري يكتب عن الإمام أبو نعيم الأصبهاني ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الأصبهاني هو أبو نعيم الأصبهاني المحدث المؤرخ المسلم الرحالة أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران وهو من مواليد أصفهان وصاحب كتاب حلية الأولياء، فهوالإمام الحافظ الثقة العلامة، شيخ الإسلام أبو نعيم المهراني الأصبهاني الصوفي، الأحول، وهو سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، وقد ولد سنة ثلاثمائة وست وثلاثين من الهجرة، وكان أبوه من علماء المحدثين والرحالين، فاستجاز له جماعة من كبار المسندين، فأجاز له من الشام خيثمة بن سليمان بن حيدرة ومن نيسابور أبو العباس الأصم ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب ومن بغداد أبو سهل بن زياد القطان وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي، ومن الدينور أبو بكر بن السني، وآخرون، وقد زار الإمام الأصبهاني أثناء رحلاته لطلب العلم نيسابور والكوفة والبصرة وبغداد ومكة والأندلس.
ومن شيوخه أبو بكر بن الهيثم الأنباري والقاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن العسال وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، المعروف بأبي الشيخ الأنصاري وأبو أحمد الحاكم محمد بن محمد النيسابوري، صاحب التصانيف الكثيرة وأبو القاسم الطبراني صاحب التصانيف، وأبو نعيم الأصبهاني هو حافظ الدنيا وشيخ المحدثين في زمانه وصاحب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، وكان أصحاب الحديث يقولون “بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا، ولا غربا، أعلى إسنادا منه، ولا أحفظ منه” وكان أول من أسلم من جدوده هو مهران، وكان مولا لعبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ونسبته التي اشتهر بها الأصبهاني، وهي نسبة إلى مدينة أصبهان، وكنيته التي اشتهر بها هي أبو نعيم، وقد ولد أبو نعيم الأصبهاني.
في شهر رجب سنة ثلاثمائة وست وثلاثون للهجرة، في بيت يحب العلم ويقدر أهميته، فمنذ نعومة أظفاره أخذ والده بيده للتلقي عن عدد من شيوخ ذلك العصر، فقد كان والده محدثا رحالا نعته الذهبي بقوله “الحافظ الإمام” ثم قال عنه “وكان صدوقا، عالما، بكر بولده وسمّعه من الكبار” واستجاز له والده من جماعة من كبار المجيزين في عصره، وتفرد بالرواية عنهم، فأجاز له بالشام خيثمة بن سليمان، ومن بغداد جعفر الخلدي، ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب، هذا فضلا عن أن أصبهان التي ولد فيها كانت مركزا علميا عاش فيها جمع من العلماء، ورحل إليها جمع آخر يقول ياقوت الحموي عن أصبهان “وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث.
وبها من الحفاظ خلق لا يحصون” وقد ذكر الذهبي أن مشايخ الدنيا أجازوا لأبي نعيم الأصبهاني سنة ثلاثمائة واثنين وأربعون للهجرة، وعمره حينئذ ست سنين، وكان من بعض تلامذته، الخطيب البغدادي صاحب كتاب تاريخ بغداد، وهبة الله بن محمد الشيرازي أبو بكر بن علي الذكواني القاضي أبو علي الوخش، أبو صالح المؤذن، ومن مؤلفاته، حلية الأولياء، ودلائل النبوة، وتاريخ أصبهان، ومعرفة الصحابة، والمسند المستخرج على صحيح مسلم، وصفة الجنة، وقد قال أبو محمد السمرقندي سمعت أبا بكر الخطيب يقول لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين أبو نعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدويي، وقال ابن المفضل الحافظ، أنه جمع شيخنا أبو طاهر السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدثه عنه، وهم نحو الثمانين، وقال لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء.
سمعناه من أبي المظفر القاساني عنه سوى فوت يسير، وقال أحمد بن محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، وكان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر، لم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع ، وقال حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى منه إسنادا، ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية، حمل الكتاب إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار، وقيل روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل عن أبي نعيم، فقال في كتاب طبقات الصوفية.