مقال

الدكتور مصطفى أحمد بخيت عبدربه بيفجّرها: مغتصب الأطفال محارب لله… وحكمه القتل مش السجن!(خاص )

جريدة الأضواء المصرية

الدكتور مصطفى أحمد بخيت عبدربه بيفجّرها: مغتصب الأطفال محارب لله… وحكمه القتل مش السجن!(خاص )

مراسل خاص من القاهرة- الكاتب الصحفي عمر ماهر

بزمن صار في ناس بتدافع عن الوحش أكتر ما بتحمي الطفل، وبعالم عم يركض ورا الشهوات وعم ينسى حدود الدين الله والأخلاق، وبواقع صار في ناس بتمشي بيننا وهنّي قنابل موقوتة بتفجر براءة الصغار، بيطلع صوت ما بيرتجف، وضمير بعدو صاحي، وعقل ديني بيغلي غضب، بيصرخ من عمق الشريعة وبيقول الكلمة اللي ناس كتير خايفة منها: المعتدي على الأطفال جنسياً مجرم، منحرف، ومكانه مش بس بالسجن، مكانه الحقيقي هو تحت سيف العقاب،

ومش أي عقاب، العقاب اللي بينزل من السماء، عقاب المحارب لله ورسوله، عقاب الحرابة اللي بيقطّع فيها جسمه من خلاف، أو يُقتل، أو يُصلب، لأن اللي بيعتدي على جسد طفل بريء ما بيستحق الرحمة، وما بيستاهل يُعامَل كإنسان، لأنو قتل إنسان جوّا الطفل قبل ما يقتل جسمه،

ومن هون، بيجي صوت الدكتور مصطفى أحمد بخيت عبدربه، أستاذ مساعد في قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق – جامعة المنصورة، ليقولها بلا مسايرة، وبلا تجميل، وبلا خوف من المجتمع أو المجاملة السياسية أو الميوعة الفكرية: هيدي الجريمة مش بس حرام، هيدي الجريمة هدم لدين، وانهيار لأخلاق، وسقوط لقيم،

هيدي الجريمة لازم يكون فيها حكم واضح، سريع، صارم، ما فيه لا شفقة ولا تأجيل، لأن كل دقيقة ساكتين فيها، عم نسمح لجريمة جديدة تولد، وكل طفل عم يُغتصب هو جريمة عم تتكرر ببرودة دم، والمصيبة إنو المعتدي أوقات بيكون من أقرب الناس، من بيت الطفل، أو من مدرسة أو من جار أو من شيخ كذاب،

ولما المجتمع بيسكُت، والناس بتبرر، والعدالة بتتأخر، ساعتها ما منكون بس عم نغضب الله، منكون عم نخون الطفولة كلها، وعم نسمح لفكر إجرامي ينمو ويعيش بيننا كأنو شي طبيعي، بس لا، لا، لا وألف لا، الشرع قال كلمتو، والنبي صرخ بوجه الناس وقال إنو الدم والعرض حرام، وحرام بقدسية مكة والمدينة ويوم النحر، فكيف عم نتهاون؟ كيف بعد في جدل؟ كيف في ناس بعدا بتفتّي وبتقول “هيدا مش حرابة”؟!

الدكتور مصطفى بخيت ما اكتفى بالنصوص، راح أعمق، راح للتاريخ، للفقه، للعلماء، ورفع الصوت متل القاضي ابن العربي وقت قال إنو سلب العرض أفحش من سلب المال، فإيمتى بدنا نسمع؟ إيمتى المجتمع رح يحط خط أحمر حقيقي؟ بهالمقابلة، رح نسمع شي ما بينقال عادةً، رح نواجه الحقائق بلا فلترة، ورح نعرف كيف بيشوف الشرع الإسلامي هالجريمة، مش من باب التنظير، بل من باب الانفجار، لأن السكوت جريمة، ولأن دكتور مصطفى أحمد بخيت عبدربه، اليوم، عم يحكي باسم دين كامل… ونيابة عن ملايين أطفال مكسورين.

دكتور مصطفي ، كيف بتوصفنا بدايةً خلفية خلق الإنسان حسب الشريعة الإسلامية؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وتمسك بسنته إلى يوم الدين.
خلق الله تعالي الإنسان وميزه على سائر المخلوقات بالعقل الذي يساعده على إدراك حقائق الأمور وأبعادها، ولما كانت بعض نفوس البشر ضعيفة تميل إلى الشر والجريمة، فقد رسمت الشريعة للناس طريقاً تستقيم به أمورهم وحياتهم ، ووضعت عقوبات لمن تسول له نفسه بارتكابها وتهدد الأمن العام، ولما كانت جريمة اغتصاب الأطفال وهتك أعراضهم من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وضد الأخلاق والفضيلة وتهدد الأمن العام؛ لكونها تهدم بناء المجتمع وتنشر الفوضى والفساد، وتبث في نفوس الآمنين الرعب والخوف على النشأ والطفولة البريئة بالقضاء على تلك البراءة في الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يملكون لأنفسهم دفعا ولا نصراً، بل ربما يكون المجني عليه حديث الولادة لا يملك من أمره شيئًا سوي صرخات فطره الله عليها عند الاستغاثة لأمره.

بهيك نوع من الجرائم، شو موقف الأديان والشرائع السماوية؟

ولعل هذه الجريمة البشعة التي تندى لها الديانات والشرائع السماوية كلها تنكرها وتشدد على عقوبة الجاني ليكون عبرة لمن تسول له نفسه بالقيام بمثلها ؛ لكونها تحطم في المجني عليه حياته وتقضي على مستقبله وتجعله محل نظر الجميع، في حين أن الجاني هو المسئول الأول والأخير عن هذا الجرم.

طيب، الشريعة شو بتقول عن ترك الإنسان على هواه؟

وشاءت إرادة الله تعالي أن لا يترك الإنسان سدي، ولا يدعه لهواه يفعل ما تشتهيه نفسه، وإنما جعله مأموراً بفعل أشياء، ومحظوراً عن ارتكاب أشياء أخرى، قال تعالي: “أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ” سورة المؤمنون، آية رقم 115 . وقال تعالي: “وإن من أمة إلا خلا فيها نذير” سورة فاطر، آية رقم 24

وهل هالجريمة داخلة ضمن هالإنذارات الشرعية؟

وجرائم الاعتداء عموماً، وعلى الأطفال خصوصاً شملها هذا النذير كما شملتها الدساتير والقوانين الوضعية.

كيف الله وجّهنا لأوامره ونواهيه بهالموضوع؟

ومن هنا فقد خاطبنا الله تعالي بالمأمور والمنهي عنه على يد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال تعالي: “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” سورة الإسراء، آية رقم 24. وقد بين القرطبي أن هذا دليل على أن الأحكام لا تثبت إلا بالشرع، وأن الله تعالي لا يهلك أمة بعذاب إلا بعد الإرسال إليهم والإنذار.

في حديث نبوي بيأكد حرمة الاعتداءات؟

في صحيح البخاري عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطب الناس يوم النحر فقال: يا أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا يوم حرام، قال في أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، فأعادها مراراً, ثم رفع رأسه فقال: اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت. قال ابن عباس – رضي الله عنهما: فو الذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته، فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.

كيف بتدل هالنصوص على تجريم هالجريمة؟

فهذه النصوص كافية لتجريم فعل الاعتداء على الأطفال، وكشف نية الجاني وقصده من الإقدام على وقوع هذا الفعل على أعراض الأطفال وإيذائهم ليشبع رغبته المنحرفة الدنية، ليوقع في الضحية – المجني عليه – وصمة عار تحيط به مدى الحياة، بل وربما أودى بحياتها حتى لا ينكشف أمره، فيستحق الجاني عقوبة على فعله المجرم.

شو العقوبة المناسبة بهيك حالة حسب الشريعة؟

لهذا كله جاءت الشريعة الإسلامية بعقوبات رادعة لمن يقترف هذه الجريمة، وجعلت الجاني هنا محارباً لله ورسوله وساعياً بالفساد في الأرض. وتُعد هذه العقوبة من أشد العقوبات في الشريعة الإسلامية. قال تعالي: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم” سورة المائدة، آية رقم 33. وتُطبق عليه عقوبة القتل؛ ردعاً للعامة ممن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة، وشفاء لغليل المجني عليه الصغير.

في تسميات شرعية لهالأنواع من الأفعال؟

والجدير بالذكر، أن جريمة الاعتداء على الطفل الذكر جنسياً من طفل ذكر مثله يُسمى لوطاً في الشريعة الإسلامية، كما تُسمى جريمة الاعتداء جنسياً من الطفلة الأنثى على الطفلة مثلها سحاقاً، ولكن لما كان غالبية الأطفال لا يصل فهمهم لهذه التفرقة، فإن السلوك الإجرامي المنحرف لهذه الجريمة، لا عبرة فيه بالألفاظ، وإنما العبرة هنا بالمقاصد والنتائج المترتبة على السلوك الإجرامي.

رأي المالكية بهالموضوع شو بيقول؟

والحق أقول: إن السادة المالكية قد أصابوا في تعبيرهم أن من قصد الفروج فهو محارب، بل أشد أنواع الحرابة أن يعتدي الجاني بالاغتصاب على الفرج، سواء أكان المغتصب طفلاً أم امرأة، وأن الرجل لو تعرض لمثل هذا الموقف وخُيّر بين المال والعرض لاختار تسليم المال كله للمعتدي ولا يفرط في عرضه، ولو قاتل دون ذلك فقتل فهو شهيد. لقوله صلى الله عليه وسلم: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد” سنن الترمذي، حديث رقم 1443.

في واقعة تاريخية بتأكد هالرؤية؟

ومن أحسن ما قرأت في هذا المقام، عبارة القاضي ابن العربي حيث يقول: لقد كنت أيام تولية القضاء قد رُفع عليّ قوم خرجوا محاربين إلى رفقة، فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها، ومن جملة المسلمين معه فيها، فاحتملوها، ثم جدّ فيهم الطلب فأُخذوا وجيء بهم، فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين، فقالوا: ليسوا محاربين؛ لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج، فقلت لهم: إنا لله وإنا إليه راجعون؛ ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال، وأن الناس كلهم ليرضون أن تذهب أموالهم وتُحرب من بين أيديهم ولا يُحرب المرء في زوجته وبنته؟ ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفروج. وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال، وخصوصاً في الفتيا والقضاء. أ.هـ.

في علماء تانين أشاروا لهالعقوبة كحرابة؟

وقال الشيخ الرملي: إن الحرابة قد تكون بالاعتداء على البضع المحرّم، وذلك لأن التعرض للبضع مجاهرة بعد حرابة.

وين عادةً بصير هالنوع من الاعتداءات؟

ولعل هذا الوصف أبلغ في بحثنا هذا، حيث الاعتداء على الأطفال جنسياً غالباً ما يقع في وضح النهار، سواء في المدارس أو الشوارع، غير أن الجريمة لبشاعتها يُخفيها الجاني عن أعين الناس، ظنّاً منه بعدم اكتشافها، ولكن بعد ثبوتها يتضح الأمر ويُكشف الستار عن مكان وقوعها، الذي يظهر في نهاية الأمر أنها ارتكبت في مكان ليس ببعيد عن أعين الناس. فاستحق العقوبة المغلّظة فقهاً وقانوناً…

وهيك، بعد ما سمعنا من الدكتور مصطفى أحمد بخيت عبدربه، الشريعة الإسلامية ما كانت أبداً رحمة مع اللي بيعتدي على الأطفال جنسياً، ما كان في شك ولا تهوين، ولا تفكير إلا بالعقاب الأشد والأقسى، لأنو هيدي الجريمة ما بتستحق إلا الموت أو القتل أو التشويه أو حتى الحرابة.

والشريعة مش بس وضعت حد للإنسان الضعيف، بل كمان للإنسان اللي بيحاول يتخطى الحدود ويدمر البريء. واليوم، مع كل كلمة، كل عبارة قالها الدكتور مصطفى، صار واضح قدّيش لازم نرفع صوتنا ونكون صارمين أكتر بكتير من أي وقت مضى. مش بس لأنو الجريمة ضد الأطفال عار عظيم، بل لأنو السكوت عنها هو جريمة أكبر.

والعقاب في الشرع واضح، والدين ما بيخطئ، والشرع بيحكم على أي إنسان يحاول يعتدي على البراءة بأي شكل من الأشكال، لأن الأطفال أمانة في رقبتنا، ولأن الشرع ما بيقبل أي هجوم على أرواحهم الطاهرة. إذا ما تحركنا اليوم، بكرا يمكن يكون في ضحايا أكتر، وكل يوم بنتأخر فيه بيزيد الوجع وبيقل الأمل. بلكي بكلمة وحدة من هالمقابلة، نقدر نغيّر مسار جريمة، نقدر نحمي طفل، نقدر نقوي ضمير إنسان. مش بس عن دين، عن إنسانية، عن حماية لحق كل طفل يكون بأمان. الشريعة الإسلامية ثابتة، والعدالة يجب أن تظل سيدة الموقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى