أخبار عربية

إيران والانحناء للعاصفة : حين يصبح التهديد النووي ورقة سلام

جريدة الأضواء المصرية

إيران والانحناء للعاصفة : حين يصبح التهديد النووي ورقة سلام

بقلم : يوحنا عزمي 

عندما تحني إيران رأسها للعاصفة حتي تمر بسلام ، في محاولة منها لتجنب الاصطدام بالقوة العسكرية الأمريكية التي استدعت أمريكا من أجلها كل هذه الحشود الهائلة من الأسلحة والقوات وحاملات الطائرات ومنظومات الصواريخ إلي المنطقة لنشرها

حول إيران ، هو ما صرح به وزير خارجية إيران عباس عراقجي اليوم من أنه إذا كانت أمريكا لا تريد امتلاك إيران لسلاح نووي، فإنه أمر يمكن تحفيقه .. ولن تكون هناك مشكلة لدي إيران تمنعها من ذلك .. وهو تصريح له ما بعده ، وهو كثير وخطير بطببعة الحال 

ويؤشر بأن ما يقال من تصريحات متشددة من خلال كبار المسئولين الإيرانيين وقادة الحرس الثوري الإيراني للتسويق الإعلامي في لعبة توزيع الأدوار المعروفة شيئ ، وما يجري علي موائد التفاوض الدبلوماسي داخل الغرف المغلقة شيئ آخر ومختلف تماما عن كل ما نسمعه من خلال أجهزة الإعلام.

فأمام الضغوط والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية المتصاعدة سوف لن تمانع إيران في تقديم اقصي ما يمكنها تقديمه من تنازلات حول برنامجها النووي .. علما بأن القرار بإنتاج السلاح النووي او عدم إنتاجه هو قرار سيادي لإيران وحدها ، ومن حقها الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي في اي وقت ، إذا كانت هناك ضرورات أمنية تضطرها إلي ذلك ولن يكلفها الأمر اكثر من قيامها باخطار مجلس الأمن الدولي باعتزامها الإنسحاب من المعاهدة.

وهو ما فعلته من قبل كل من الهند وباكستان وهما من رفضتا التوقيع عليها من الأساس حتي لا تقيد حقهما في إنتاج السلاح النووي لتعزيز قدرتهما علي الردع والدفاع ، واما موقف إسرائيل

من معاهدة منع الانتشار ، فهو معروف ولا حاجة بنا إلي التذكير

به من جديد وقد كتبنا عنه مرارا من قبل وهي التي تملك واحدة من اكبر الترسانات النووية العسكرية في العالم ولا تريد الاعتراف بذلك رسميا تاركة الأمر للتكهنات والتخمينات.

وكان يمكن لإيران ان تحذو حذوهم وتتمسك بحقها في إنتاج هذه النوعية من الأسلحة ، لكن يبدو لي ان الهدف الأهم بالنسبة لإيران من بين هذا كله ، هو التعجيل برفع العقوبات الأمريكية والدولية الصارمة المفروضة عليها منذ سنوات ، وهي العقوبات التي خنقت لإيران اقتصادها ، وحبست الكثير من أموالها المجمدة في البنوك الأمريكية والأوروبية والآسيوية عنها ، وعطلت الكثير من مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها .. وهي أوضاع غير طبيعية

لا يمكن للشعب الإيراني ان يستمر في تحمل تبعاتها او في دفع كل هذا الثمن الفادح فيها حتي وان انكر النظام الإيراني ذلك بتصويره للحياة في إيران ولرضاء الإيرانيين عنها علي خلاف الحقيقة والواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى