مقال

صياغة النص 

جريدة الأضواء المصرية

صياغة النص 

     بقلم 

محمد ابراهيم الشقيفي 

الكلام الحر مثل الدر يلمع بين بريق الجواهر يحتاج إلى تقنية حديثة من أجل التقنية من بلاء الشوائب إن إعادة صياغة النص يلفت الإنتباه إلى إظهار الطرائف و العجائب .

من الجمال أن نعيد النظر في ما يكتب قبل أن يقال أو يذاع على الأسماع الكلمة كنز حروفها شراب ذو مذاق و مجملها متاع.

إن إعادة النظر فى الأمور بات أشبه بضرورة ملحة حتى يخرج العمل إلى النور فى ثوب معتدل منظم فى قرار نفسه فائز مرفوع الرأس منتصر على غريمه وأفكار خصمه.

الكم الهائل من الكلمات يحتاج إلى قليل من الرعاية تحدث تهوية بين السطور و تنقية اروع الجمل من نباح العقور تصنيف المواضع ترتيب المراجع وتهذيب الحروف هو إعادة تدوير المعاني و سفر مع الأماني عبر أمواج المواني هو أمر يزيل الزوائد ويعطى الثقة فى السواعد.

العبرة ليست بكثرة المشاهد المرهقة بل الواقع يحتاج إلى بداية شيقة وحراك بسيط و همزة وصل قبل الختام مع نهاية مفيدة للعقول ومقنعة .

المشجع يصفق كالعادة فى اخر فصل للرواية تحت تأثير مخدر الأداء وظل المؤثر الصوتى وأداء المشهد الحركي لكن سرعان ما يختفي هذا الهراء ولا يمكث فى النفس غير الحقيقة يرحل الأديب الساخر والكاتب الساحر والمبدع الشاعر وتبقى المصنفات التى تركوها تحترم أولا تحترم الجوارح .

لقد عكفت أكثر من مرة أحذف وأزيد أجمل لغة تنقصها وردة تزينها البلاغة أطور بناء صرح المفردات أغربل من بين المعاني المتناقضات أصالح الجمل بين السطور أوفق بين العبارات.

إنه عمل بشرى يعتريه الزيادة أو النقصان بعيد عن حد الكمال لابد أن نهذب أفكاره بدلاً من هذا الهذيان والنسيان.

 إعادة الصياغة فكرة ممتعة وطريقة مقنعة لكل صاحب رؤية واضحة وهدف .

 استخلص ذلك من خلال تجربة مرهقة بفلسفة مختلفة اعتنيت فيها بالكلمة أصبح للنص قيمة خلت الفواصل من النميمة كما تبرأ النفس العليلة من كل داء.

 إعادة النظر فى تدوينة سابقة هو تحديث جوهري فى مفكرة العقل كى ترقي بالوعي أغلب العبارات دون أن تنزف الكلمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى