العالم على صفيح ساخن… ومصر تثبت مجددًا أنها ركيزة الاستقرار
كتب/أيمن بحر
1. الولايات المتحدة: الداخل الممزق يضعف القرار الخارجي .. تصاعد الاحتجاجات ضد الرئيس ترامب في الشارع الأمريكي يعكس انقسامًا داخليًا عميقًا، يهدد استقرار واحدة من أهم القوى العالمية. هذا الاضطراب السياسي الداخلي لا يمكن فصله عن تذبذب مواقف واشنطن في ملفات دولية عدة، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.
2. روسيا: حرب بلا هدنة وفضاء بلا توقف .. فشل الهدنة المؤقتة بين روسيا وأوكرانيا خلال عيد الفصح الأرثوذكسي يرسّخ حقيقة أن الحرب مستمرة بلا أفق واضح، رغم كثافة المبادرات الدولية. ومع ذلك، تواصل موسكو تأكيد قدرتها التكنولوجية والعسكرية من خلال نجاح بعثات الفضاء، في رسالة مزدوجة: لا تراجع، ولا عزلة.
3. الصين: تهدئة تجارية مع واشنطن وتمدد هادئ في آسيا .. دعوات بكين لخفض التوتر التجاري مع أمريكا تكشف إدراكًا عميقًا بضرورة التركيز على الاستقرار الاقتصادي، فيما تبقى الصين نشطة في مد نفوذها الإقليمي بهدوء وبلا ضجيج، كما هو أسلوبها المعروف.
4. الشرق الأوسط: توازن هش على وقع النيران .. من اليمن إلى السودان، ومن لبنان إلى فلسطين، المشهد الإقليمي يزداد اشتعالًا. غارات، اشتباكات، صواريخ، وعمليات تهجير… كلها مشاهد تعكس مرحلة من السيولة الجيوسياسية المرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة في ظل الغياب الأمريكي عن دور الإطفائي التقليدي.
5. مصر: قرارات تعزز الاستقرار وتستدعي الاستثمار .. لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحكومة اليوم لمتابعة خطوات تنفيذ الاستراتيجية الاقتصادية يمثل استمرارية لنهج وطني يقوم على التحديث والتبسيط والتشجيع. مشروع “الضريبة الموحدة” ليس مجرد إصلاح مالي، بل خطوة استراتيجية تعزز ثقة المستثمر وتؤسس لمناخ أكثر استقرارًا.
6. رسالة عيد القيامة: وطن واحد يتشارك المصير .. تهنئة الرئيس السيسي للأقباط تحمل رسالة واضحة: لا تفرقة بين أبناء الوطن. وهذا التجديد المستمر لروح الوحدة يعزز صلابة الجبهة الداخلية في مواجهة حملات الفتنة والتفكيك التي تحاول أطراف إقليمية بثها.
7. الأزهر وموقعة الفيديو المزور: يقظة في مواجهة الحروب الناعمة .. تدخل الأزهر الشريف لفضح الفيديو المفبرك الذي يُظهر حرق المسجد الأقصى يؤكد أن المعركة لم تعد تقليدية، بل باتت تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي والتضليل. هذه اليقظة الدينية والسياسية أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة الحساسة.
8. السعودية ومصر: محور التوازن العربي لا يزال قائمًا .. لقاءات الرياض اليوم تؤكد أن التحالف المصري-السعودي مستمر كصمام أمان في الإقليم. فراغات القوى حولنا تُغري بالتدخل، ولا بد من بقاء هذا المحور متماسكًا لمواجهة مشاريع التمدد الإقليمي والدولي.
9. فلسطين ولبنان: الجبهات مفتوحة والتهدئة بعيدة .. استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان وتفجر الاشتباكات في الضفة ، يقابله خطاب إسرائيلي يزداد تطرفًا خاصة من وزراء مثل سموتريتش الذين يرفضون أي عودة للأسرى . في المقابل، لم تعد الحرب النفسية قاصرة على الواقع، بل انتقلت إلى عالم الصور المزيفة والحرب الرقمية.
10. الخاتمة: مصر تقود باتزان… والفرصة في الاستقلال لا التبعية وسط عالم تتسارع فيه المتغيرات يظل استقرار مصر إنجازًا استراتيجيًا. الاستثمار في الداخل، وتعزيز الوحدة الوطنية، والانفتاح على الشراكات المستقلة (كما في مسار البريكس واليوان والروبل) كلها عناصر تؤكد أن مصر تمضي في طريق مختلف: طريق الاستقلال، لا التبعية
