مقال

ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف

جريدة الأضواء المصرية

ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرّف الأوقات وميسر الأقوات فاطر الأرض والسماوات أهل الفضل والمكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته ويسر لنا سبل الطاعات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحنيفية السمحة ويسير التشريعات، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أفضل المخلوقات وأكرم البريات وعلى آله السادات وأصحابه ذوي المقامات والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرصات أما بعد فاتقوا الله عباد الله وكلوا من الطيبات واعلموا الصالحات فاليوم حياة وغدا ممات، ثم أما بعد إن من حقوق الزوج على الزوجة هو الطاعة بالمعروف، والمراد بالمعروف هو ما أقره الشرع وأمر به، فهي تطيعه في غير ما نهى الله عنه، حيث قال تعالى ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ”

وقال سبحانه وتعالي ” الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ” بل اعلمي أختي المسلمة أن رفضك طاعة زوجك يعرضك لغضب الله تعالى ولعنته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح ” متفق عليه، ويقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله بهذا الصدد ” وينبغي للمرأة العاقلة إن وجدت زوجا يلائمها، أن تجتهد في مرضاته وتتجنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته أو تعرضت لما يكرهه أوجبت ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها أو آثر عليها، فإنه قد يجد وقد لا تجد هي ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع، فكيف للمكروه ” وكما أن من حقوق الزوج على الزوجة هو القرار في المنزل وترك الخروج منه إلا بإذن الزوج.

حيث قال الله تعالى ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ” وهذا وإن كان خطابا لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فهو إرشاد لبقية نساء الأمة بالتأسي بهن والتأدب بآدبهن، وإن من زوجات النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هي السيدة زينب ‌بنت ‌جحش بن رياب أم المؤمنين، ‌وهي إبنة ‌عمة ‌رسول ‌الله محمد صلى ‌الله ‌عليه ‌وسلم، ‌أمها هي السيدة ‌أميمة ‌بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي من المهاجرات الأول، وزوجها الله تعالى بنبيه المصطفي بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد، فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالي من فوق عرشه وكانت من سادة النساء دينا، وورعا، وجودا، ومعروفا رضي الله عنها وحديثها في الكتب الستة.

وروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت يرحم الله زينب، لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله زوجها، ونطق به القرآن، وإن رسول الله قال لنا ” أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا” فبشرها بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنة، وتوفيت في سنة عشرين من الهجرة، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعلموا أن من حقوق الزوج على الزوجة أيضا هو صون العرض والمال، لقوله عليه الصلاة والسلام ” والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ” رواه البخاري، وكذلك خدمة البيت، والدليل على المطالبة لخدمة الزوج في البيت ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه الزاد من أن النبي عليه الصلاة والسلام قسم الأمر بين علي وفاطمة حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنية، أي الخدمة داخل البيت، وحكم على علي بالخدمة الظاهرة، أي خارج المنزل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى