
ندوة عن الدور الفلسفي والإنساني في القصيدة العربية
تغطية رفيدة الشافعي
أقام بالأمس نادي الأدب بقصر ثقافة الشاطبي بالإسكندرية ندوة راقية بعنوان الدور الفلسفي والإنساني في القصيدة العربية.
وذلك تحت رعاية مدير القصر الفنان محمد شحاتة و الأديب محمد عبد الوارث رئيس نادي أدب الشاطبي، و إدارى القصر الأديب علاء أحمد، وبحضور كوكبة راقية من الشعراء والفنانين، والإعلاميين.
وأدار اللقاء الشاعر خالد نور والشاعر باحث العروض محمود يونس.. حيث كان من ضمن ضيوف المنصة الشاعر سمير حلمي والأديب الشهيد الحي الناقد سعيد الصباغ.
في بداية الندوة قدم الأستاذ خالد الأستاذ سعيد الصباغ للجمهور على أنه لقب بالشهيد الحي وحصل على درجة الماجستير في علم الإجتماع، ثم عمل معيداً بكلية الآداب، وقد شارك في حرب أكتوبر.
عمل كناقد أدبي ومؤرخ سياسي وعسكري بعد حصوله على دراسات و دبلومات حرة فى الأدب المسرحي والنقد الأدبي والسياسي، وشارك في مناقشة عدد 467 كتاب، و راجع العديد من الكتب لغوياً وصلوا إلى 389 كتاب، عقد عدة ورش أدبية عن التمثيل المسرحي وكذاك عن كتابة الرواية والقصة والفرق بينهما.
كما قدم الشاعر الأستاذ سمير حلمي بأنه شاعر الفصحى والعامية، و مدرس اللغة الإنجليزية، له ديوان فصحى بعنوان بدايات ومجموعة شعرية بعنوان دموعي في محراب التوبة.
وهو مؤسس صالون سمير حلمي وحماده ميمي والمدير التنفيذي لفريق الحنين والإبداع المشترك لمسرح رسالة لذوى الهمم، و المنسق العام للجنة المحمدية، و له دور هام في تنظيم الكثير من الفعاليات الأدبية والثقافية بالإسكندرية.
في كلمته قدم الأستاذ سعيد الصباغ التحية للمنصة والأستاذ محمد يونس على هذا الحراك الثقافي الغير تقليدي.
ثم طرح عدة أسئلة افتراضية ما هي علاقة الفلسفة بالأدب، وما تعريف الأدب وتعريف الفلسفة وماهو دور الأدباء فى وضع أسس للفلسفة ومادور الفلاسفة فى وضع دور للأدباء.
ذكر في علاقة الفلسفة بالأدب أن الفلسفة لدى اليونانيين القادمة ترتكز إلي ركيزتين أساسيتين من تفسير العالم خصوصاً حب الحكمة عند الثالوث الأكبر من فلاسفة اليونان أفلاطون وارسطو وسقراط.
و الركيزة الثانية منطقية الأشياء الفلسفية المادية المعتمدة على كل مفردات و قضايا الانسانية المجتمع.. وهذا ما تبناه فلاسفة الغرب أن التفكير الفلسفي المادي ماهي تغير العالم.
أما عن تعريف الأدب
يحاكي الأدب الواقع ويقدم قضايا الإنسان في قالب إبداعي ملتزما بمعايير سواء في كتابة القصة أو الرواية أو القصيدة وكل الأجناس الأدبية المتكاملة.
وقد قال ارسطو في القرن الثالث قبل الميلاد في كلمته الشهيره أن الأديب أهم من المؤرخ لأن الأديب يحاكي الواقع وينظر نظرة أكثر شمولية، أما المؤرخ فيلتزم بالوقائع فقط.
إلتقاء الأدب مع الفلسفة
عندما ننظر إلى المعركة الساخنة الحديثة بين فلاسفة اليونان وكيف قد كان أفلاطون يكره الأدب والأدباء، أما سقراط فقد انصف الأدب وجاء ارسطو بالمعركة والثورة الساخنة ضد أستاذه أفلاطون وانعش الحياة الأدبية والحركة الشعرية.
وكانت كلمة الشاعر الأستاذ سمير حلمي عن الدور الفلسفي والإنساني في القصيدة العربية، و تحدث في بداية حديثه عن حياته وبداياته وربطها بموضوع الندوة.
من خلال ذلك قدم الشكر والتحيه للأستاذ محمود يونس وشكره وذكر بأنه هو المعلم الذي يوثق لتلاميذه وهذا رقي منه وتواضع.
ثم بدأ حديثه حيث قال أنه إذا لم يتماشى المبدع مع قضايا المجتمع فلا قيمة لما يكتب، وأغلب الشعراء للأسف يكتبون عن هجر الحبيب وهذا أمر شخصي.
أما قضايا المجتمع مثل قضية أطفال الشوارع والفقر وغيرها من القضايا فقليل من يكتب عنها.. وقد تعرف على الأدب في بداياته من خلال روايات شكسبير حيث تضمنت الشعر والتمثيل والإخراج.
وبعدها تأثر برباعيات صلاح چاهين والمتنبي الذي كان شعرهم عبارة عن حكم ورسائل فلسفية، كما ذكر أبو العلاء المعري الذي كان أستاذ الفلسفة في الشعر وكيف أنه الزم نفسه بقافيه محددة.
وتحدث عن رباعيات الخيام التي نقلها لنا الشاعر أحمد رامي والتي تتضمن كل بيتين فيها بحكمة.. اليست هذه فلسفة ومحاكاه اليس شعر صلاح عبد الصبور والتماس مع الواقع بطريقة غاية في الروعة فلسفة.
ثم أخيراً تناول الأستاذ الشاعر محمود يونس الكلمة وذكر لنا جزءا من كتابه “في مقومات الشعر و الشعرية” و الفارق بين الشعر والشاعر ومقومات كل منهما.. حيث أن لابد الشعر لابد أن يكون موزونا ويكون به محسنات، ولابد للشاعر أن يكون لديه موهبة وثقافات متعددة فعلى الشاعر أن يمتلك أدواته بقواعد وأصول.
تخللت الندوة فقرة غنائية من تقديم المطربة داليا يونس والتي يطلق عليها فيروزة الإسكندرية، ثم بعد ذلك تم فتح باب المداخلات السادة الحضور سواء لتقديم أشعارهم أو لإبداء رأيهم في الندوة
ثم أخيراً قام الجميع لإلتقاط الصور التذكارية مع السادة ضيوف الأمسية في ملحمة أسرية عبرت عن الألفة والمودة التي تربط بين جميع مثقفي الإسكندرية مهد العلم والثقافة.