
في حضرة الذكرى
ربا رباعي
كانت اللحظات تتسلل بين يديّ،
وكل زاويةٍ تحمل في طياتها ذكراك،
أقسمت أنني سأدير ظهري لكل لحظة،
ولكن كيف لي أن أهرب من تلك النظرات؟
تعبتُ من الهروب، فتحتُ قلبي للريح،
لأجد صوتك ينادي بين الزهور،
حتى في المسافات، كنتَ تلاحقني،
وفي الوجوه، كان وجهك يحضر كل لحظة.
أغلقتُ أذنيَّ عن حديثك،
لكن الهمسات في أعماقي لا تتوقف،
أغمضتُ عينَيَّ عن عيونك،
لكني كنت أراها في كل خطوة أقطعها.
تلفازٌ لم يعد مجرد شاشة،
بل مرآة لعينيك التي أفتقدها،
أهيم في الشوارع وبين الوجوه،
أبحث عنك في كل مكان،
ولكنكَ هناك،
في ذاكرتي التي لم تعد تفارقني.
أغلقتُ الطرق أمامك،
لكن حضورك أكبر من حدودي،
أنت في قلبي، في أيامي، في كل لحظة،
لم تمر، بل أصبحتَ جزءاً من قلبي.