أدبمقال

وداعاً الشاعر والقاص

عماد قطري

وداعاً الشاعر والقاص  عماد قطري
صاحب ديوان التغريبة السيناوية
بقلم/ السعيد عبد العاطي

توفي الشاعرعادل
علي قطري الأمين العام لمركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية إثر أزمة صحية صباح يوم الأحد الموافق ٩ / ٢ / ٢٠٢٥ م
العابرون إلى دمي
مروا خفافا
أرخوا بالتين والزيتون
للرمل العتيق
قالوا تموت العاديات
إذا الحقيقة خانها الفرسان
أو مات في القلب الطريق
قلت اصطفيت الفجر
ما بعت الصبا للريح
أو زرت السراب
فلم الحقيقة تألف المعتاد
تغتال المجاز؟!
فقدت الساحة العربية
وديوان الشعر العربي شاعرا فذاً يشهد له إنتاجه المتنوع والذي يضيف قيمة و معنى للأدب والفن معًا.
إنه الشاعر عماد قطري المحب للتين و الزيتون و طور سيناء ، فقد كتب تاريخ سيناء شعراً، عبر التغريبة السيناوية التي جاءت في ثلاثة أجزاء:
بعض ما قالت العارِيَّةْ  العاريّة المستعارة  بتشديد الياء
وليست العارية من العري،
وتلك الدار
و مدن البعاد، وعبر هذه الرحلة الطويلة في الدواوين الثلاثة يسجل شاعرنا الباذخ عماد قطري مشاهداته، وذكرياته، تاريخ المكان عبر الأزمنة، وكأنه يعيد استلهام التاريخ القديم والحديث والمعاصر.
قصيدته ثلاثية بئر العبد: على باب خيمة أم معبد، نراه يعيد استلهام الميثولوجيا الرامزة، البداوة، أدب الرحلة،
فهو يبدأ بالسؤال:
يَا أُمُّ مِنْ أَيْنَ الطَّرِيِقُ إلى رَفَحْ؟
يَمِّنْ قَلِيلاً ثُمّ يَسِّرْ سَاعَةً
إِنْ ضَلَّ خَطْوُكَ فَاصْطَبِرْ
وَ اسْتَفْتِ نَخلكَ و التُّرَابْ
يَا أُمُّ وَ الْبِئْرُ الوَجَعْ ..
مِنْ أَيْنَ مُفتتَحُ الخَلاَصْ
وَ أيْنَ أَيْنْ؟! .

نشأته:
نشأ الشاعر و القاص عماد علي القطري ، في قرية شبراويش مركز أجا محافظة دقهلية جمهورية مصر العربية.
تخرج في كلية الهندسة و عمل مدير مشروعات بالمملكة العربية السعودية فترة طويلة

• المؤسس ورئيس تحرير سلسلة الفوارس الثقافية
• رئيس تحرير مجلة النورس القاهرية الفترة من 1984حتى 1990
• المؤسس و الأمين العام لمركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية
• المستشار الثقافي لرابطة الأدباء العرب بالقاهرة
• عضو اتحاد كتاب مصر  عضوية عاملة
• عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية  عضوية عاملة
• عضو رابطة النورس للأدباء العرب  عضوية عاملة
• عضو نادي الأدب بقصر ثقافة أجا  عضوية عاملة

أعماله الإبداعية
• ديوان عذرا سراييفو دار الوفاء 1995م .
• ديوان يا نيل دار الوفاء 1998م
• المحاكمة مسرحية شعرية دار الوفاء 1999م
• ديوان ما بيننا سلسلة أصوات معاصرة 2003م
• ديوان العصافير سلسلة الفوارس 2007م
• ديوان عشر نساء يجئن خلف العاصفة – مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية 2008م
• مسرحية وجع المنافي مسرحية شعرية مركز المحروسة للنشر
والخدمات الصحفية 200م
• ديوان بعض ما قالت العارية مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية 2010 م. الجزء الأول من التغريبة السيناوية ”
• ديوان تلك الدار مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية أغسطس 2010 م. الجزء الثاني من التغريبة السيناوية
• ديوان مدن البعاد تحت الطبع ” الجزء الثالث من التغريبة السيناوية
• ديوان ترانيم عشق مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية سبتمبر 2010 م.
• ديوان لعينيك أشدو مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية يناير 2011.
• ديوان ثورة التحرير أول ديوان عن ثورة 25 يناير عن دار وعد للنشر والتوزيع 2011.
• مسرحية وقائع بيع مصر مسرحية شعرية تحت الطبع.
• ديوان كلمات سراياتكوس الأخيرة تحت الطبع.
• ديوان أغنيات لسيدة المواسم والأبجدية عن مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية 2011 م.
• ديوان دماء على فجر ليلى عن مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية 2012 م
• ديوان أحبك عن دار وعد للنشر والتوزيع 2013.
• ديوان وقائع من دوحة العشق مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية 2012م
• ديوان سفر في حضرتها عن دار إيزيس للنشر 2013 م
• ديوان لها عن مركز المحروسة للنشر
و الخدمات الصحفية 2014 م

* من شعره :
نكتفي قصيدته الرائعة تحت عنوان  قابس  حيث يصور فيها شاعرنا الراحل عماد علي قطري تجليات اليقين و القبس الذي يستلهمه قلب المريد المحب بعد رحلة صراع وشك كي يصل إلى مفهوم الجمال فيموت الظن و تبقى ظلال الحقيقة المفقودة فيقول فيها :
قابسا كان قلب المريد
عل في النار فيض الهدى أو يزيد
عله يصطلي أو يغني عن القابسين
قابسا وارتدى خوفه
ذاهبا للظنون
اقتفى سكة ربما يلتقي واليقين
قابس ليس يدري
أنار وتهدي ؟
أم الشك باب اليقين ؟
جذوة قال أو تصطلون
أو هدى تاق قلب المريد
حضرة ليس فيها اصطفاء
تعيد الرؤى للظنون
فاصطفيني لعلي أذوب
أقبلي كالصلاة
أو كظل المرايا
إذا ما ارتمى منهكا في البريق
أقبلي
لست أنسى عيون الظباء
أو سماء الندى في الصباح
كنت طفلاً
و دمع النساء الحزينات في قريتي
قابس ما يشاء
يشعل الوجد في مهجتي والبكاء
قلت أشقى بوجد سرى؟
قال شيخ المريدين :
غن ارتحالا ودر في البلاد
قلت نزف الجراحات فيض
وسيل خئون
أيها الشيخ يا موحلي في الظنون
من أنا؟
قابس غره الدرب؟
أم حاطب يجمع الباقيات
ازدرتها الظنون ؟
هامشا كان أم في المتون؟
قلت لا تصطفيني
وقل لي بربي
لماذا تؤوب المغيرات خجلى
بليل الغريب؟
كل هذا المدى مجهد
كل صبح ينادي على رملنا الزيف
قال اذكروني
إذا باع ليل صباحه
واذكروني إذا غال مهر ضباحه
واذكروا سوءة البئر
خانت دلاء وساحة
قابس لست أنسى
وطيني عنيد
وصلصال جدي مريد
ويأبى استراحه
أقبلي كالصلاة
مثل نيل العصاري بإسنا
وراء السدود
احتمى بالنسيم
ارتدى ورده
ثم ألقى سلاحه
أقبلي
ربما يغسل الماء في ضمة
بعض حزن وتشفى جراحه
ضيق دربنا في الفيافي
وتشكو الخطى لوعة
يوم باعوا براحه
قابس لست أدري
أكنا ؟
وكانوا ؟
ومروا خفافًا ؟
وكنا ثقالًا؟
وهل تاق صبح رباحه؟
قابس لست أدري
وأجري وراء الرؤى
طامعا في اصطباحه
ربما ..
ربما ..
ربما ..
ربما نظرة تصطفيني
وتلقي على القلب نورا
وتفدي سراحه ٠

رحم الله شاعرا الفيلسوف عاشق الجمال و الحقيقة و خلاصة الحياة من خلال تجربته العميقة الكاشفة للواقع
و من ثم يبقى بآثاره المتنوعة في سجل الخالدين.

وداعاً الشاعر والقاص  عماد علي قطري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى