مقال

هل لشهر رجب فضل على غيره من الشهور

جريدة الأضواء المصرية

هل لشهر رجب فضل على غيره من الشهور
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن شهر رجب، ولكن هل لشهر رجب فضل على غيره من الشهور؟ فقال ابن حجر “لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه” وقال أيضا ” وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب أو في فضل صيامه أو صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين ضعيفة وموضوعة”

وأما عن بدعة صلاة الرغائب وهي وردت صفتها في حديث موضوع عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ما من أحد يصوم يوم الخميس وهو أول خميس من رجب ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و” إنا أنزلناه في ليلة القدر ” ثلاث مرات، و” قل هو الله أحد ” اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة “سبوح قدوس رب الملائكة والروح” ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الأعظم، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإنها تقضى”

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده ما من عبد ولا أمة، ولا جارية صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل ووزن الجبال وورق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار” وقال ابن تيمية وأما صلاة الرغائب فلا أصل لها بل هي محدثة فلا تستحب، لا جماعة ولا فرادى، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام، وإن من أعظم معجزات النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو الإسراء به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم العروج به السماوات السبع فما فوقها وقد إنتشر في بعض البلدان الإحتفال بذكراها في ليلة السابع والعشرين من رجب ولا يصح كون ليلة الإسراء في تلك الليلة.

فروي أن النبي عليه الصلاة والسلام وُلد في أول ليلة منه، وأنه بعث في ليلة السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك، وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي كان في السابع والعشرين من رجب، وقال ابن حجر عن ابن دحية “وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب، قال وذلك كذب” على أنه لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج لما شرع لأحد تخصيصها بشيء لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها، فضلا عن أن يقيموا إحتفالا بذكراها، بالإضافة إلى ما يتضمنه الإحتفال بها من البدع والمنكرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى