
ترامب والاعتراف بصوماليلاند: هل يتحقق الحلم؟
كتب يحي محمد الداخلى
مقديشو – 10 يناير 2025 –
تزايدت مؤخراً التكهنات حول إمكانية قيام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالاعتراف الرسمي بمنطقة صوماليلاند كدولة مستقلة وذات سيادة، وذلك استناداً إلى تقارير إعلامية وتصريحات سياسية أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية المقبلة قد تعيد تقييم سياستها تجاه المنطقة.
تُعد صوماليلاند، التي أعلنت استقلالها عن الصومال عام 1991، منطقة تتمتع باستقرار نسبي مقارنة بمناطق أخرى في القرن الأفريقي، حيث نجحت في بناء مؤسسات ديمقراطية وتنظيم انتخابات مستقلة، لكنها لم تنل حتى الآن اعترافاً دولياً رسمياً، إذ لا تزال تُعتبر جزءاً من جمهورية الصومال الفيدرالية.
▪️ مؤشرات الاعتراف تزداد وضوحاً
تقارير نشرتها صحيفة The African Report وعدة مصادر أخرى ألمحت إلى أن إدارة ترامب قد تتخذ خطوات مفاجئة في هذا السياق. وتستند هذه التكهنات إلى اعتبارات استراتيجية واقتصادية، من بينها:
1. الموقع الجغرافي:
صوماليلاند تتمتع بموقع استراتيجي قرب مضيق باب المندب، مما يجعلها شريكاً محتملاً للولايات المتحدة في تعزيز نفوذها بالمنطقة، خاصة في ظل التنافس الدولي المتزايد مع الصين وروسيا.
2. الاستقرار الأمني:
بخلاف بقية الصومال، توفر صوماليلاند بيئة آمنة نسبياً لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الإقليمي.
3. البعد الجيوسياسي:
يمكن أن يكون الاعتراف وسيلة لتعزيز التحالفات الأمريكية في شرق أفريقيا، ومواجهة النفوذ الصيني المتنامي عبر مبادرة “الحزام والطريق”.
▪️ ما هي التداعيات المحتملة؟
في حال تحقق هذا السيناريو، فإنه سيؤدي إلى تغييرات واسعة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، منها:
• تأثيرات داخل الصومال:
قد يؤدي الاعتراف إلى زيادة المطالبات الانفصالية في مناطق أخرى من الصومال، مما يهدد وحدة البلاد.
• تحديات إقليمية:
ستثير هذه الخطوة قلق دول الجوار مثل إثيوبيا وجيبوتي، التي تواجه بدورها حركات انفصالية داخلية.
• تداعيات دولية:
يمكن أن يشكل الاعتراف سابقة قانونية تسلط الضوء على قضايا الانفصال والاستقلال في مناطق أخرى حول العالم.
▪️ حكومة صوماليلاند وترقب الحلم !
رغم عدم صدور أي تعليق رسمي من حكومة صوماليلاند حتى الآن، إلا أن الاعتراف الأمريكي المحتمل سيكون بمثابة إنجاز تاريخي لطموحاتها الطويلة الأمد، ويدفعها لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
▪️ هل يتحقق الحلم؟
بينما تبقى هذه التكهنات في إطار الاحتمالات، فإن أي قرار أمريكي تجاه الاعتراف بصوماليلاند سيحمل تأثيرات واسعة. ويبقى السؤال: هل ستجرؤ إدارة ترامب على اتخاذ خطوة بهذا الحجم في ظل التعقيدات الجيوسياسية القائمة؟
=